تسببت عمليات تحديث شرائح الهواتف الخلوية، بتعطيل أنظمة البيانات بشركات الاتصالات العاملة في المملكة لليوم الثالث على التوالي، في حين ارتفع عدد الشرائح المعلقة إلى نحو 12 مليون شريحة بدون بيانات صحيحة، حيث تحمل أسماء وهمية تسعى الشركات إلى مطابقتها بهويات مستخدميها.
وأكد مديرعام الخدمات في إحدى شركات الاتصالات محمد البشري لـ"الوطن" أن فرع الشركة في المنطقة الشرقة تقدم للإدارة العليا بمذكرة عاجلة مساء أمس تتضمن صعوبة تطبيق البيانات قبل نهاية الشهر الحالي، مشيرا إلى أن الشركة قد تتقدم لهيئة الاتصالات بطلب مهلة إضافية لمعالجة البيانات، بعد إصلاح الأعطال التي أصابت الأنظمة، بسبب كثافة البيانات المدخلة في ظل اكتفاء الطاقة الاستيعابية للشركات.
وأقر البشري بوجود توقف في النظام منذ بداية شهر رمضان للأسباب ذاتها، وعن أعداد الشرائح التي يجب معالجتها قبل إنهاء المهلة المقررة بنهاية الشهر الحالي، أكد البشري أنها تفوق بالحد الأدنى 12 مليون شريحة.
وأضاف البشري أنه عند الربط بين أعداد الشرائح والمدة المتبقية من المهلة التي لاتتعدى أسبوعا واحدا، فإن الأمر يصعب تماما على الشركات الثلاث بمعالجة البيانات ضمن الوقت المحدد.
وأبان أن الدور يقع على عاتق إدارات الشركات الثلاث، للتفاهم حول صعوبة تحديث البيانات مما يتطلب موافقة هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات على تمديد فترة إضافية.
بدوره قال المتخصص في الاتصالات عبدالرحمن القحطاني، في تصريح إلى "الوطن" إن الطاقة الاستيعابية لأنظمة الشركات لاتتحمل العدد الكبير من الشرائح، مضيفا أن تعطل الأنظمة ساهم في تأخير معالجة الشرائح المجهولة، مؤكدا أن عمليات التحديث الكاملة قد تستغرق وقتا يتجاوز الشهرين.
وحذر القحطاني من وجود خلل في علميات التحديث، وربط شحن الهواتف بالهوية دون وجود آليات من الشركات تضمن سلامة الشحن، وانسابية الاتصالات الهاتفية، لافتا إلى أن توسع الشركات في إصدار أرقام دون الاهتمام بهوية المستخدم منذ سنوات سيولد إشكاليات أخرى.
وأوضح القحطاني أن شركات الاتصالات حريصة على استمرارعمل الشرائح، سواء كانت معروفة أو مجهولة الهوية؛ لما لها من عوائد مالية ضخمة، كونها مصدرا ماليا هاما، مضيفا أن تصحيح الوضع قد يضطر الشركات إلى قطع الاتصالات عن الجوالات المجهولة؛ لحثها على تعديل أوضاعها.