نفى رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا قبول المعارضة لمرحلة انتقالية تقودها شخصية من نظام بشار الأسد. وقال "لا يمكن أن نضحي بكل هذه الدماء التي سفكها النظام الذي رفضنا محاورته منذ البداية واليوم حينما حقق الجيش الحر هذه الانتصارات ونجحت الثورة في قلب الطاولة وتغيير الموازين لن نعطيه فرصة الهرب من محاكمة الشعب له". وأوضح سيدا في حديث لـ"الوطن" أن بيانا صدر لتكذيب هذه المعلومات والتحقق من مصدرها، لأننا "لا يمكن أن نختزل إرادة شعب في قرار منا، فالدماء التي سفكت بجرائم هذا النظام ليس لها إلا القصاص ولا يمكننا التحدث نيابة عن أهالي المقتولين والمعتقلين والتنازل عن حقهم". وقال إن النظام يسعى لخلق فتنة بين عناصر الثورة بتسريب معلومات غير صحيحة، مضيفا أن الثورة الآن "أصبحت أكبر من المعارضة والمقاتلين.. لقد تحولت إلى خيار الشعب السوري الذي سيحقق إرادته وسينتقم من قاتليه". وأكد سيدا قدرة المعارضة على تشكيل حكومة انتقالية تتولى إدارة شؤون البلاد في مرحلة ما بعد نظام بشار الأسد. وأوضح "نحن بالمجلس نناقش فكرة تشكيل حكومة انتقالية بالتعاون مع مختلف فصائل المعارضة والقوى الموجودة على الأرض". وقال إن حديث المتحدث باسم المجلس الوطني جورج صبرا فيما يتعلق بالمرحلة الانتقالية وقيادتها "قد اقتطع من سياقه ولم يتم التعبير عنه بشكل دقيق في الإعلام". وكانت تقارير نقلت عن صبرا القول "نحن موافقون على خروج الأسد وتسليم صلاحياته لإحدى شخصيات النظام لقيادة مرحلة انتقالية على غرار اليمن"، حيث وافق الرئيس على التنحي عن السلطة وتسليم سلطاته لنائبه مقابل حصانته وآخرين من الملاحقة القضائية. وتابع سيدا "نحن بالمجلس الوطني نتناقش حول موضوع الحكومة أو السلطة الانتقالية، ولكن من سيقود فهذا أمر لم يطرح للنقاش بعد". وتابع "فكرة نائب الرئيس كانت مطروحة في المبادرة العربية ولكن التطورات في الأوضاع تستوجب التفكير في الأمر من جديد، وكما قلت الموضوع لم يناقش بعد".

وبشأن الحملة السعودية لإغاثة الشعب السوري أكد أنها غير مستغربة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي قدم دعما سياسياً ومالياً وعسكرياً لإنقاذ الشعب السوري من محنته حينما تخلى عنه الجميع وضاعت قضيته في أروقة مجلس الأمن الذي وقف مشلولاً أمام الفيتو الروسي الصيني. وأكد سيدا أن سورية تحتاج إلى إعادة بناء بعد نهاية أزمتها وتنظر للسعودية بكثير من الأمل في أن تساهم في دعم هذا البلد ليستعيد عافيته ويقف على قدميه.