في مؤتمر الرفاهية بروما، قدمت رئيسة قسم الموضة بصحيفة انترناشيونال هيرالد تريبيون سوزي مينكيز، تقريراً حول علاقة الموضة بين أفريقيا وإيطاليا. ذكرت فيه أنه بينما تتسم حرفية ايطاليا بكونها أسطورية، فإن السيدات في كينيا يعملن على تطوير أنماط تطريز تقليدية موروثة من أجداد ماساي أو أعمال كروشيه معقدة، حيث تُصَمَّم منتجات فاخرة لصالح دور أزياء عالمية ومصممين بارزين من أمثال ستيلا مكارتني وفيفيان ويستوود.وأضافت مينكيز أن الفجوة بين الحرفة البسيطة القروية والموضة الراقية المتطورة بدأت تضيق مع بحث المستهلكين عن معنى الترف والرفاهية في القرن الحادي والعشرين.وذكرت أن التعاون بين الجانبين الأفريقي والإيطالي، شريطة أن تسخر المعرفة الأوروبية للأعمال اليدوية التقليدية، قد يقدم وجهاً فاتناً جديداً للترف العالمي الحقيقي. ومضت مينكيز ترصد في هذا الصدد حقيقة الموهبة التي يمتلكها مصممون أفارقة، وإمكانية أن تتم الاستفادة منهم على الصعيد العالمي. مطالع القرن العشرين، كانت الفنون التشكيلية في باريس قد وصلت إلى أوج نقائها، ولكن الحاجة إلى إحياء الفن، مما يقع عبئه على عاتق الفنان، كلما بدا أن الإبداع قد نضب أو أصبح تقليديا أو ضحلا، سرعان ما وجهت الأنظار نحو أقنعة ومنحوتات أفر يقيا، طبقا للكاتب لأرجنتيني أرنستو ساباتو في حواره الماتع مع كارلوس كاتانيا. يروي ساباتو أن تأثير ذلك الفن البدائي كان كبيرا، وتحول أحيانا إلى انتحال صرف، وهنا يتهم بيكاسو أولا حين يقول: (لقد رأيت مرة في مجلة فنية ألمانية حديثة "ديكا" كان صاحبه شخصا يدعى مولر، يبدو أنه انتحله، وأصله ديك لبيكاسو الذي يبدو أنه هو الآخر كان قد انتحله وادعاه لنفسه، بينما كان من إبداع أحد السود المساكين في أفريقيا الوسطى، وهو الوحيد الذي لم يكسب دولارات من المسألة). يكمل سابتو في لفتة بارعة (يمكن القول بصورة عامة إن جزءا كبيرا من فن عصرنا هو عودة إلى فن الشعوب التي يدعونها بدائية وحتى متوحشة). ثم يتساءل: ما الذي يشبه رسم فنان كبير من هذا العصر أكثر من تلك الرسوم السحرية التي تظهر في كهوف التاميرا، وهي كهوف تقع شمال إسبانيا اكتشفت عام 1879 مزينة برسوم جدارية مزخرفة بعدة ألوان، تمثل صورا لحيوانات ويمكن أن يقال عن الأطفال الذين هم متوحشو عصرنا أو بدائيوه، لو راقبنا رسوم طفل لم تشوهه المدرسة التي تحد من ذكاء الأطفال عموما، لرأينا أنها تشبه إلى حد غريب لوحات جان ميرو (1983- 1893) رسام إسباني ينتمي للمدرسة السريالية، أو مارك شاغال. (1887 – 1985) رسام فرنسي من أوائل المبشرين بالسريالية.