كلف الرئيس المصري محمد مرسي أمس، هشام قنديل، وزير الري والموارد المائية في حكومة تصريف الأعمال الحالية برئاسة كمال الجنزوري، بتشكيل حكومة جديدة، كما أعلن المتحدث باسم الرئاسة المصرية ياسر علي.

ويتولى هشام قنديل حقيبة الري منذ أكثر من عام، إذ عين في هذا المنصب في حكومة عصام شرف التي شكلت العام الماضي، واستمر في موقعه في حكومة الجنزوري، التي انتهت ولايتها بعد تولي الرئيس المصري مهام منصبه في 30 يونيو الماضي، وكلفت بتسيير الأعمال لحين تشكيل حكومة جديدة.

وستكون حكومة قنديل الأولى في عهد الرئيس محمد مرسي المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، والذي يعد أول رئيس مدني منتخب لمصر، بعد أن أطاحت ثورة شعبية بالرئيس المصري السابق حسني مبارك في 11 فبراير 2011.

وتعهد مرسي خلال الأسابيع الأخيرة أن يكون رئيس وزرائه من الشخصيات "الوطنية التكنوقراطية" غير المنتمية لتيار سياسي بعينه.

وأعلن ياسر علي للصحفيين أن مرسي "كلف صباح الثلاثاء الدكتور هشام قنديل وزير الري والموارد المائية السابق بتشكيل الحكومة الجديدة، والعمل على الانتهاء من التشكيل الوزاري لممارسة دوره الوطني في القريب العاجل".

وأضاف أن "هذا التكليف جاء لشخصية وطنية مستقلة بعد دراسات ومشاروات لاختيار شخصية قادرة على إدارة المشهد الراهن بكفاءة واقتدار" موضحا أن "التشكيل الكامل للحكومة سيعلن في وقت قريب، وهو من اختصاص رئيس الوزراء بعد التشاور مع رئيس الجمهورية".

وقال علي: إن قنديل "لم ينتم لأي حزب سياسي قبل الثورة أو بعدها".

وتباينت ردود أفعال القوى السياسية حول تكليف قنديل، إذ اعتبره رئيس حزب غد الثورة أيمن نور، "مفاجأة غير متوقعة، وعودة لزمن رؤساء الوزراء التكنوقراط"، مضيفا أن "قنديل ليس الاختيار الأفضل". بدوره، قال الدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسى لجماعة الإخوان المسلمين، إن "تكليف قنديل بتشكيل الحكومة الجديدة مفاجأة للمعلقين، الذين فرضوا أسماء أخرى على الرئيس".

واعتبر أحمد ماهر، المنسق العام لحركة 6 أبريل القرار بأنه "صادم ويبعث على الدهشة والاستغراب"، أما ممدوح حمزة أمين عام المجلس الوطنى السابق والخبير السياسى، فقد أثنى على الاختيار معتبرا أنه "اختيار موفق".

وطالب الدكتور محمد حبيب، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين السابق، بعدم التسرع فى الحكم على قنديل، حتى يتم الإعلان عن تشكيل الحكومة وخطتها.

وقال المحامي نجاد البرعي إن “هشام قنديل هو شاب أربعيني، وأول وزير ملتح، وسيكون أول رئيس ملتح للوزارة، ويجعلنا نؤكد أن ما حدث في يناير هو ثورة حقيقية، حتى لو لم تعجبنا نتائجها، وبنجاح مرسي، وتشكيل الإخوان للحكومة، تكون ثورة يوليو قد هُزمت تاريخيا أمام الإخوان، الذين هم في سبيلهم لحسم الصراع نهائيا".

في سياق منفصل، كشف المرشح الرئاسي السابق الفريق أحمد شفيق، في أول ظهور له منذ سفره إلى خارج مصر في أعقاب إعلان نتائج الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية أنه يتواجد خارج مصر لأسباب أمنية، مضيفا "جميع التحقيقات الحالية لا تدينني، ولا يوجد ولن يوجد ما يدينني، ومستعد للعودة فى حالة طلبي رسميا؛ لأنه لا يوجد ما يدين أحمد شفيق، وقد نصحني اللواء الراحل عمر سليمان بالبقاء خارج مصر فى الفترة الحالية، وذلك في آخر مرة تحدثت فيها معه قبل سفره للولايات المتحدة، وكذلك عندما زرته فى أبو ظبي للاطمئنان عليه".

وأعلن شفيق أنه بصدد إعلان حركة وطنية تضم الـ 13 مليون صوت المؤيد له في الانتخابات الرئاسية، فضلا عن بعض الممتنعين عن التصويت.