رغم أن عمره لا يتجاوز الأعوام الثلاثة، إلا أن الطفل عبد الله أجاب على سؤال "الوطن" حول سبب مجيئه برفقة والده وأخته لينا " سنوات" إلى مقر حملة التبرعات للشعب السوري باستاد الأمير فيصل بن فهد بالملز بعبارة "جئت من أجل أطفال سورية".
هكذا بدت ساحة الاستاد الرياضي، مكتظة بالمتبرعين أفراداً وعائلات، أطفالاً وبالغين، نساءً ورجالا، يحمل كل فرد منهم في داخله سبباً يدفعه للمساهمة في الحملة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين لإغاثة الشعب السوري، وقال عمر السعد والد الطفلين عبدالله ولينا، إن الهدف من مشاركته في الحملة هو الوقوف إلى جانب إخواننا السوريين الذين يحتاجون من إخوانهم في المملكة الكثير والكثير، وهذا أقل ما يمكن تقديمه.
اللافت للنظر أن غالبية الحضور كانوا من الأطفال، إضافة إلى الشباب من صغار السن، الذين شكلوا مشهداً إنسانياً نبيلاً، يبشر بمظاهر التلاحم والتكاتف بين الشعوب الإسلامية والعربية، حيث كانت روح الأخوة ونصرة المظلوم بارزة في ملامح الحضور، الذين كانوا يتسابقون لمنح ما في استطاعتهم من أجل الشعب السوري، الذي يعاني من وضع حرج، يتطلب وقوف أشقائه بجانبه.
هناك من لم يستطع أن يقدم ما يرضي رغبته الجامحة في المساعدة، بل إن البعض لم يكن يملك المال الكافي ليتبرع به، فدفعه ذلك، لجلب بعض الأجهزة المنزلية كالثلاجات، من منزله ليقدمها عبارة عن تبرع عيني، قد يخدم أسرة محتاجة في سورية، والبعض الآخر جلب الأغطية، والمواد الغذائية، والتمور، والمجوهرات والحلي، مبدين بذلك وقفة نبيلة وكأنما السعوديون والسوريون يعيشون في بيت واحد، ملبين بذلك نداء خادم الحرمين الشريفين بإغاثة الشعب السوري، ولو بشيء يسير.