تجددت أمس الاحتجاجات التي تشهدها العاصمة السودانية الخرطوم وبعض المدن الأخرى، فللمرة الأولى يخرج السودانيون في مظاهرات عارمة خلال شهر رمضان قبل وبعد الإفطار للتنديد بالنظام الحاكم والمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين الذين اعتقلتهم الشرطة على خلفية التظاهر ضد الإجراءات الاقتصادية الأخيرة. وقابلت الشرطة ، المتظاهرين بقسوة شديدة وأطلقت عليهم الرصاص المطاطي. واستمرت حالة المواجهة حتى ساعة متأخرة من الليل. وتسببت الزيادة الكبيرة في رسوم استهلاك الكهرباء في زيادة الغضب الشعبي. وكان السودانيون قد فوجئوا أمس الأول بتطبيق زيادة غير معلنة على رسوم استخدام الكهرباء، رغم إطلاق الحكومة لوعود سابقة بعدم فرض أية زيادات.
وعلى صعيد المفاوضات بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا اتهم حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان حكومة الجنوب ووفدها المفاوض بعدم الجدية وتعمد التسويف وانتظار انتهاء مهلة مجلس الأمن للبلدين بغية إضعاف موقف السودان. وعزا عضو القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني، محمد مندور المهدي ذلك التوجه إلى وجود أجندة خارجية تحدد مسار وفد الجنوب ومسار التفاوض بصورة عامة. وقال إن مفاوضي الجنوب يعرقلون الجولة أملاً في حلول وانقضاء مهلة مجلس الأمن المحددة بالثاني من أغسطس المقبل وبالتالي فرض عقوبات جديدة على السودان الذي أكد مراراً حرصه على استمرار المفاوضات. وحول ما تردد بشأن التفاوض مع قطاع الشمال الذي يقود التمرد في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان عبر الوساطة الأفريقية، أكد مندور أن الأمر لا يزال مثار تداول ونقاش في أروقة الحزب الداخلية.