كان الأشقاء العرب لا يعرفون ولا يعترفون بأنصاف الحلول معنا.. في كل حادثة يرتكبها سعودي في بلادنا تجاه أحد مواطنيهم، يسلقوننا بألسنة حداد.. لا يَرقبون فينا ميثاقا، ولا دما، ولا صداقة، ولا وشائج قربى!

حينما يرتكب مواطن سعودي جريمة ما، أو يصدر قرار ما، أو غير ذلك، تنهال على رؤوسنا السهام والسباب من كل مكان.. يأخذون البريء بجريرة المخطئ.. يضعوننا، جميعنا، في مرمى واحد ثم ينهالون علينا بالضربات المباشرة! لم يكن فعلهم مقبولاً.. لا شرعاً، ولا عرفاً.. تشكل مع الأيام شعور سلبي في نفوسنا تجاه كثير مما تقدمه بلادنا لبعض الدول العربية "ما الذي استفدناه من هؤلاء"؟ كان هذا هو السؤال الذي أسهم بالفعل في عدم حماسة كثيرين منا كمواطنين لمساعدة الأشقاء العرب.

اليوم - وهذا ما أود الوصول إليه - أصبح بعضنا يمارس ذات الدور مع بعض الأشقاء الخليجيين للأسف.. فحينما ينقم على قناة تلفزيونية خليجية، أو يخدش قناعاته برنامج تلفزيوني، أو ينزعج من قرار سياسي، أو يحدث خلاف بين الحكومات، يبدأ بقصف الناس الأبرياء الذين ليس لهم علاقة.. يبدأ بكيل الشتائم والأوصاف وتوزيع الاتهامات، دون أدنى احترام للعلاقات التاريخية والاجتماعية، التي تربط الشعبين.

كنا نعاني من الطريقة اللاأخلاقية، التي يعاملنا بها بعض العرب.. لماذا نمارسها اليوم مع أشقائنا في بعض الدول الخليجية؟ ما علاقة أقاربنا.. ما علاقة أصدقائنا.. ما علاقة الشعوب الخليجية بما تقرره الحكومات أو تبثه القنوات؟