كشف الناطق الرسمي باسم الجيش السوري الحر الرائد ماهر النعيمي لـ"الوطن" أن سيطرة الجيش الحر على المنافذ الحدودية مع تركيا تمت بمساعدة 15 طياراً انشقوا عن قوات الأسد، وانضموا بطائراتهم إلى الجيش الحر.
وفيما أكد نعيمي لـ"الوطن" السيطرة على كتيبة الصواريخ في جبل قاسيون، أشار إلى وصول أكثر من 7 آلاف من عناصر لواءي حوران وجبل العرب إلى دمشق للسيطرة عليها والبدء بمعركة تحرير طرطوس، في حين أعلنت المعارضة بدء العمل على تحرير حلب.
إلى ذلك، يعيش السوريون أوضاعا اقتصادية صعبة وغلاء فاحشاً وسط معلومات تفيد بأن النظام يبيع ذهباً من احتياطه لدعم حملاته الأمنية، كما يطبع عملات في الصين وروسيا من دون تغطية مما يشير إلى أن العملة السورية ستنهار دفعة واحدة.
كشف المتحدث الرسمي باسم "الجيش السوري الحر" الرائد ماهر النعيمي عن تطورات كبيرة حصلت خلال الساعات القليلة في سير العمليات أهمها مشاركة المروحيات للمرة الأولى منذ بدء الثورة لصالحها مع مشاركة 15 مروحية قتالية في عمليات مضادة لكتائب الأسد، بعد انشقاق طياريها عن القوات النظامية والسيطرة على غالبية المنافذ الحدودية، مع وصول أكثر من سبعة آلاف من عناصر لواء حوران إلى داخل دمشق لإتمام السيطرة عليها ودعم العمليات فيها، إضافة إلى دعم من لواء جبل العرب.
وبين النعيمي لـ"الوطن" أنه تمت السيطرة على كتيبة الصواريخ في جبل قاسيون وكان من ضمنها صواريخ محملة بالمواد الكيميائية.
وحول التطورات في طرطوس كشف أن القوة المسؤولة عن حماية القاعدة السورية المحتلة من قبل الجيش الروسي حصل فيها انشقاق وتم إطلاق قذائف في محيط المنطقة مما قد يعجل بمهاجمة القاعدة وقتل أو القبض على العناصر الروس فيها والتعامل معهم وفق ما تراه قيادة الجيش الحر.
وقال النعيمي إن تفاصيل بعض العمليات سيتم الكشف عنها لاحقا، موضحاً أن دولاً غربية تواصلت مع قيادة الجيش الحر عارضة المساعدات المالية والعسكرية، وهو ما تم رفضه لأن "دعم إخواننا المساندين لثورتنا يكفي لإتمام المهمة"، مع تأكيده للمعلومات المتعلقة بانضمام اللواء المدرع 18 بالفرقة العاشرة للجيش الحر والذي ساهم في المشاركة في عمليات تحطيم قوة الفرقة الرابعة.
في غضون ذلك، تعرضت ثلاثة أحياء في دمشق لقصف بطائرات الهليكوبتر أمس، فيما اندلع قتال عنيف في حلب، وتوغل الجيش السوري مرة جديدة في الأراضي اللبنانية، بحجة مطاردة الثوار. وقال مقاتلون من المعارضة إنهم استولوا على معبر ثالث على الحدود مع تركيا أمس، وهو معبر باب السلام شمالي حلب في حين قال مسؤولون عراقيون إن القوات السورية استعادت السيطرة على أحد معبرين حدوديين مع العراق كان مقاتلو المعارضة استولوا عليهما.وعززت أنقرة قواتها المنتشرة على الحدود مع سورية عبر إرسال بطاريات صواريخ أرض-جو وناقلات جند إلى ماردين في جنوب شرق البلاد، بحسب ما نقلت وكالة الأناضول التركية للأنباء.
وقال سكان ونشطاء بالمعارضة إن المقاتلين المعارضين أبعدوا من حي المزة الدبلوماسي في دمشق وإن قوات النخبة بالفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد تحاصر حي برزة أحد الأحياء الشمالية الثلاثة التي قصفتها طائرات الهليكوبتر.
وقال سكان إن صوت القصف في العاصمة كان كثيفا عند الغسق إلى حد أنهم لم يتمكنوا من تمييزه عن صوت مدفع الإفطار.
وقال ناشطون بالمعارضة إن طائرات هليكوبتر أطلقت صواريخ على حي قرب منطقة السيدة زينب الجنوبية مما أوقع عشرات من الضحايا. ولم يكن لديهم تفاصيل أخرى. وأغلقت غالبية المحال التجارية في دمشق وكانت السيارات في الشوارع قليلة لكنها أكثر قليلا مما كانت عليه خلال الأيام القليلة الماضية. وعادت قوات الأمن لترابط مرة أخرى عند بعض نقاط التفتيش التي كان الجنود تركوها قبل أيام.
وأغلقت محطات بنزين كثيرة لنفاد الوقود منها بينما اصطفت السيارات في طوابير طويلة أمام المحطات التي لم ينفد منها الوقود بعد. وتحدث سكان أيضا عن طوابير طويلة عند المخابز.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه سيوفد كبير المسؤولين عن عمليات حفظ السلام ايرفيه لادسو وكبير مستشاريه العسكريين الجنرال بابكر جاي إلى سورية لتقييم الموقف.
حلب ودير الزور
واندلع القتال أيضا حول مقر المخابرات الرئيسي في حلب أكبر المدن السورية والمركز التجاري والصناعي الرئيسي بالبلاد وفي دير الزور على نهر الفرات وهي أكبر مدينة في الشرق.
وقال ناشطون بالمعارضة في حلب إن مئات العائلات فرت من الأحياء السكنية بعد أن اجتاحت قوات الجيش حي صلاح الدين الذي تسيطر عليه قوات المعارضة منذ يومين. كما وردت أنباء عن وقوع اشتباكات في حي الصاخور الفقير ذي الكثافة السكانية العالية.
وقال شهود إن قوات الحكومة السورية قصفت دير الزور بنيران المدفعية?? ??وقذائف مورتر أمس في حين أطلقت طائرات هليكوبتر صواريخ على أحياء سكنية للحيلولة دون تعزيز قوات المعارضة سيطرتها على المدينة الرئيسية الواقعة بشرق البلاد.
توغل في لبنان
وفي اعتداء سوري جديد على الأراضي اللبنانية، توغلت قوة من الجيش السوري قوامها 30 عنصراً صباح أمس، إلى بلدة القاع اللبنانية بعمق حوالي 500 متر وأطلقت النار بين الأهالي في منطقة المشاريع. كما قامت بمداهمات لعدد من المنازل، بحثا كما يبدو عن عناصر من المعارضة السورية بين النازحين المدنيين. وأفادت معلومات لـ"الوطن" أن الجيش السوري أقام مركزا عسكريا في أحد منازل بلدة الجورة بمشاريع القاع. وقالت مصادر أمنية لبنانية إن "لبنانيا وسوريا جرحا في اشتباكات بين الجانب اللبناني والسوري في القاع"، مشيرة إلى أن "الجيش اللبناني ضرب طوقا حول المكان وعزز انتشاره وتمركزه على النقاط الحدودية".