قبل 110 أعوام كان ذلك الشاب الاستثنائي في تاريخ الجزيرة يصعد ذلك السلم في القصر الطيني بعد انتصاره ليلقي تلك النظرة التي حسبها أعوانه وجنوده نظرة الانتصار، ولم تكن إلا نظرة الحُلم. تسند عبدالعزيز على شرفة القصر وأطلق ناظريه ليصوغ بعده الدولة الحُلم (السعودية).
راهن القائد الفذ عبدالعزيز على عزيمة رجاله الأبطال أجداد الشعب السعودي، فكان التأسيس الأول للدولة.
في منطقة تشبه أنظمتها كثبان الرمال أسس أبو تركي كيانا صلبا عماده الدين ومتنه الشعب. 6 عقود بعد وفاة المؤسس شهدت التأسيس الثاني للدولة على يد أبناء عبدالعزيز الذين حافظوا على وطنهم في وسط بحور الفوضي. لم يراهنوا على أجهزة أمنية أو دعم خارجي بل على شعبهم العظيم الذي لم يخذلهم يوماً.
تعاقبت الفتن من انقلابات وحروب ومؤامرات في 60 سنة ولم يخذل الشعب ولاة أمره.. يعاتب، ينتقد، يرغب في تطور بلده لكنه وقت الأزمات حزامهم.. ودرعهم.. وفي العام الماضي وبينما تساقطت الأنظمة بثورات نختلف معها أو نؤيدها لكن وقودها غضب الشعوب؛ وقف الشعب السعودي كعادته حزاماً لوطنه يصد عنه الفتن. وفي علم الثورات تدافع الشعوب التي يزيد فيها معدل الرضا عن السخط عن دولتها، وتصون استقرارها.
أبناء عبدالعزيز وأحفاده هم الآن قلب النظام السياسي، وروحه هذا الشعب الذي لم يخذل الملوك الستة عندما أحبوه فأحبهم، ولأن فرص التاريخ لحظات نادرة، ولأن أبو متعب متربع في القلوب وولي عهده محل إجماع وتقدير فإن الشعب، كل الشعب، ملتف حولهم، سائر معهم إلى مرحلة التأسيس الثالث. يضعون مع الشعب وله أساس مرحلة جديدة من التنمية وتطوير النظام السياسي.. شعب كهذا يستحق كل تقدير، وملك مثل أبو متعب يستحق هذا الحب من شعبه.. ظَهَرَ الملك.. عاش الشعب.