عندما جاب قطار الانتخابات مقرات الأندية الأدبية قبل عامين، لم تحظ المرأة بأصوات تؤهلها للجلوس على أي من مقاعد مجلسي ناديي نجران والحدود الشمالية، لكن التباين بدا واضحا بعد ذلك، ففي نجران كان الحضور النسائي فاعلا من خلال اللجنة النسائية للنادي، بينما اضطر رئيس أدبي الحدود الشمالية ماجد المطلق إلى مخاطبة مديري التعليم والجامعة في المنطقة رغبة في حث الأديبات على المشاركة في النادي، ولكن دون استجابة تذكر.
السيدات في الحدود الشمالية قاطعن النادي وفعالياته على الرغم من تهيئة مقر نسائي كامل، لكن الحضور كان خجولا، بل إن الحاضرات على قلتهن يشاركن بأسماء مستعارة وفقا لما كشفه المطلق.
أما في نجران، فكان الوضع مختلفا؛ إذ استعاض مجلس إدارة النادي عن العضوات بلجنة نسائية فاعلة كان لها حضور مميز وتواصل مع المثقفات والأديبات في المنطقة، ولم يؤثر خلو مجلس الإدارة من الأسماء النسائية على الحراك الثقافي النسائي في المنطقة.
"الوطن" استطلعت آراء رئيسي الناديين اللذين خلا مجلسا إدارتيها من الأسماء النسائية وتساءلت عن أثر الغياب على الحراك الثقافي الموجه للمرأة.
وأشار المطلق إلى أن عضوية مجلس الإدارة لم يتقدم لها سوى سيدة واحدة وجاءت في الاحتياط إذ لم يخدمها التصويت، مشيرا إلى أن النادي حاول تعويض خلو مجلس الإدارة من السيدات بتشكيل لجنة نسائية ولكن كان هناك عزوف كبير من السيدات وقال "أعلنا وخاطبنا مدير عام التربية والتعليم في المنطقة ومدير الجامعة لحث الأديبات والمثقفات على الانتساب للنادي وبالتالي تشكيل لجنة نسائية لتفعيل هذا النشاط إلا أن الاستجابة محدودة جدا لا تكاد تذكر".
وأضاف "ربما كان وراء ذلك العادات والتقاليد، وربما تاريخ النادي فهو ناد ناشئ لم يتجاوز عمره 3 سنوات".
وقال المطلق "وضعنا بعض المقترحات التي نحاول قدر الاستطاعة أن نجعل الأديبة والمثقفة في منطقة الحدود الشمالية لها فاعلية في إثراء الساحة الثقافية والأدبية، من خلال تنظيم بعض الفعاليات في مواقع التجمعات النسائية، في مسرح الجامعة في تعليم البنات، وما زلنا نتلقى بعض الأفكار والمقترحات التي تأتي من السيدات على خجل عبر الإيميلات أو من خلال مقترحات عبر الموقع الإلكتروني بأسماء مستعارة.
وكشف المطلق أن النادي حرص على استئجار مبنى ملائم يضم قسما خاصا مساحته 180 مترا مربعا اقتطع منه جزءا ليكون خاصا للجنة النسائية في حالة تشكيلها، من أجل جذبهن وتشجيعهن وقد جهز لهن مدخلا خاصا ومكاتب خاصة.
وأضاف "هيأنا المكان ولم نجد المثقفات، ولدينا خطة تتضمن استغلال مكتبة الطفل في النادي من أجل استقطاب الأمهات مع أطفالهن للدخول لمكتبة الطفل من أجل كسر هذا الحاجز".
أما في نجران، فلم يؤثر خلو مجلس الإدارة من الأسماء النسائية على الحراك الثقافي النسوي، وقال رئيس مجلس إدارة النادي سعيد آل مرضمة إنه تمت الاستعاضة بلجنة نسائية لتسيير جميع أمور الفعاليات الموجهة للمرأة، وهذه اللجنة مكونة من 4 عضوات فاعلات يسيرن العمل ويستقطبن المثقفات والأديبات والكاتبات من بنات نجران ويتفاعلن معهن وهي مرتبطة بنائب رئيس النادي بصفته مشرفا على أنشطة النادي.
وبين أن عدم وجود عضوات في مجلس إدارة النادي لم يعق أنشطة النادي الموجهة للمرأة ومشاركة الأديبات والمثقفات في أنشطة النادي.