يمكن أن يساعد اتباع طريقة أكثر إستراتيجية في استخدام الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية لمكافحة فيروس الإيدز على الحدّ بشكل كبير من سراية الفيروس، وفقا لما جاء في مقترحات منظمة الصحة العالمية التي ستعرضها على المؤتمر الدولي التاسع عشر لمكافحة الإيدز الذي سيُعقد اليوم في واشنطن.
وقالت المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتورة مارجريت تشان "يزيد سنويا على المليون نسمة عدد السكان الذين يشرعون في أخذ الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية في بلدان منخفضة الدخل وأخرى متوسطة الدخل، على أنه يوجد مقابل كل شخص يبدأ بأخذ العلاج اثنان آخران يُصابان حديثا بعدوى المرض". ويمكن عكس هذه الحالة بشكل جذري من خلال مواصلة تعزيز الإمداد بالأدوية واستخدامها استخداما إستراتيجيا. ولدينا الآن من البيّنات ما يثبت أن الأدوية نفسها التي نستخدمها لأجل إنقاذ الأرواح والحفاظ على صحة الأفراد قادرة أيضا على وقف سراية الفيروس بين الناس وتقليل فرصة نقله إلى الآخرين".
ويقول الدكتور جوتفريد هيرنشال، مدير إدارة مكافحة فيروس الإيدز في المنظمة، إن "أخذ الناس للأدوية المضادة للفيروسات القهقرية يقلّل كمية ما في أجسامهم من فيروس الإيدز مما يجعلهم أقل عرضة لنقله إلى الآخرين، وإذا ما تمكّنا من إقناع المزيد منهم بأخذ العلاج وحملهم على الاستمرار في أخذه وخفض مستويات الفيروس في أجسامهم، فإن بمقدورنا أن نقلّل عدد المصابين الجدد بعدواه".
وعلاوة على نهوج العلاج الموجهة نحو تحقيق مزيد من الأهداف، تشير الدراسات الحديثة إلى أنه يمكن أيضا استخدام الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية لأغراض حماية الأفراد غير المصابين بعدوى الفيروس من المعرضين لخطورة الإصابة بعدواه بشكل كبير. وتعمل المنظمة مع عدد من البلدان التي تتمحور فيها حالات المرض الوبائية حول مجتمعات معرضة لمخاطر متزايدة على وجه التحديد للإصابة بعدوى الفيروس، كاللواطيين ومغايري الهوية الجنسانية.
وستتولى المنظمة على مدى عام تجميع طائفة جديدة وموحدة من التوصيات المتعلقة باستخدام الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية لعلاج فيروس الإيدز والوقاية منه على حد سواء. وستزود هذه الوثيقة البلدان بإرشادات سريرية وبرنامجية وعملية تمكّنها من استخدام الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية بأكثر الطرق فعالية وإستراتيجية.
ويضيف الدكتور هيرنشال قائلا إن "الإرشادات الجديدة مبنية على علوم وخبرات مستمدة من البلدان، وسوف تُورِد معلومات عن ماهية المُستخدم من الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية ووقت استخدامها وعن أفضل السبل الكفيلة بإعطاء تلك الأدوية وكيفية التوصل إلى خيارات إستراتيجية تعود بأقصى فائدة على الأفراد وتحدث أكبر وقع في القضاء على حالات المرض الوبائية".
وإضافة إلى ذلك، ستقوم المنظمة في المؤتمر الدولي لمكافحة الإيدز بنشر إرشادات جديدة بشأن مجموعة من القضايا، ومنها المبادئ التوجيهية المتعلقة بتزويد البغايا بخدمات مكافحة فيروس الإيدز وتوصيات جديدة حول استخدام الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية في ظروف خاصة بشأن العلاج الوقائي قبل التعرض لفيروس الإيدز والوقاية من الفيروس والإصابة بالالتهاب الكبدي بين صفوف من يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن.