أكدت تقارير أن ممثلين عن عدد من فصائل المعارضة السورية في ألمانيا بحثوا خلال اجتماع موسع مستقبل سورية بعد رحيل الرئيس بشارالأسد. وذكرت محطة "فوكس نيوز" التلفزيونية الأميركية أن المؤتمر عقد بمشاركة 40 مندوبا عن المعارضة تحت عنوان "اليوم التالي: من أجل دعم تحول ديمقراطي في سورية". وتتابع واشنطن عن كثب مجريات المؤتمر إذ إن عددا من الأكاديميين الأميركيين المعروفين يشاركون فيه جنبا إلى جنب مع باحثين أوروبيين.
وقال عضو مجلس الأمن القومي الأميركي السابق ورئيس مجلس العلاقات الخارجية ريتشارد هاس إنه يعتقد أن المؤتمر جاء في التوقيت الصحيح. وتابع "أعتقد أن الوضع في سورية يمر بنقطة تحول مفصلية بانتقال المعارضة المسلحة إلى دمشق والتفجير الذي أدى إلى مقتل عدد من قيادات الأجهزة الأمنية للنظام والانشقاقات المتسارعة في صفوف المسؤولين وضباط القيادات المسلحة". وأضاف "إننا نشهد بداية النهاية لنظام الأسد وإن كنت غير قادر على تحديد موعد دقيق لسقوط النظام. إلا أن ما يتفق عليه الجميع في واشنطن الآن هو أن النظام في طريقه إلى سقوط سريع". وتابع هاس "لا مبرر الآن للحديث عن تدخل غربي. فالسوريون يستطيعون حسم هذا الصراع بأنفسهم وهو الوضع المناسب للجميع. فضلا عن ذلك فإن ميزان القوة على الأرض يتحول الآن لصالح المعارضة ودورنا هو مواصلة الضغط على الأسد كي يقبل بمغادرة البلاد طوعا بدلا من أن يجبر على الرحيل أو أن ينتهي كما انتهى معمر القذافي". وقال إن الفيتو الروسي والصيني الأخير في الأمم المتحدة كشف مواقف البلدين أمام الرأي العام الدولي مما يجري من مذابح يومية ضد المدنيين السوريين".
إلى ذلك اعتقلت السلطات الأميركية مواطنا أميركيا من أصل سوري بتهمة التجسس على السوريين المعارضين في الولايات المتحدة. وأصدرت محكمة فيدرالية في فيرجينيا أول من أمس حكما بالحبس 18 شهرا على المتهم بعد اعترافه بالعمل لحساب النظام.
وفي سياق متصل يرى عدد من الخبراء أنه لا يزال أمام الرئيس السوري عدد من الخيارات في مواجهة الانتفاضة من بينها القتال حتى الموت للاحتفاظ بدمشق أو اللجوء إلى معاقل العلويين أو حتى العيش في المنفى خارج بلاده. إلا أن كل واحد من هذه الخيارات محفوف بالكثير من المخاطر. وفي الوقت الحالي يتركز هم الرئيس السوري في الاحتفاظ بالسيطرة على العاصمة. ويرى فابريس بلانش المحلل في مجموعة دراسات وأبحاث البحر المتوسط والشرق الأوسط في باريس "طالما بقي الأسد مسيطرا على العاصمة، فإنه سيظل مسيطرا على الحكومة وسيبقى محتفظا بالسلطة الشرعية". وأشار إلى أن "نقل القوات من الجولان والحدود العراقية إلى العاصمة والمخاطرة بكشف هاتين الجبهتين، يظهر أن الأسد باق". وذكر مصدر على اطلاع وثيق بالنظام السوري أن "سياسة الأرض المحروقة تتخذ بعدا في دمشق". ويعتقد خبراء أنه في حال خسارة النظام لدمشق فإن الأسد يعتزم اللجوء إلى الأقلية العلوية في الجبال الشمالية الشرقية من البلاد.