يبدأ رمضان هذا العام في أجواء من الخوف والتوتر في دمشق التي تشهد اشتباكات بين الجيش السوري والمعارضين المسلحين. ويقول أحد الباعة الجوالين في شارع باب توما الذي كان يؤمه السياح في وسط المدينة "هناك توتر. الناس خائفون. إنهم يعتقدون الآن أن كل شيء يمكن أن يحدث". وأوضح أن "حادث سير بسيطا زرع الرعب في باب توما حيث أخذ الناس يجرون في كل الاتجاهات"، بعيد التفجير الذي أودى بحياة أربعة من كبار القادة الأمنيين في دمشق. والأجواء نفسها تسود حي القصاع المجاور حيث أكد نضال الذي يعمل خياطا أن "التجار أغلقوا محالهم بعد التفجير".

ويقول أحد باعة الأقمشة في حي الصالحية التجاري "أي رمضان هذا؟ الوضع خطير والاشتباكات في وسط المدينة". وأكد أحد سائقي الأجرة عامر أنه لن "يحتفل برمضان هذا العام لأن أشقاءه الثلاثة في السجن". كما تشعر رهف ربة المنزل بأنها "لن تقضي رمضان كسائر المرات هذه السنة". وأعربت عن حسرتها بسبب ارتفاع الأسعار. وقالت "لم يعد يمكننا السهر خارجا أو العودة بشكل متأخر إلى المنزل" بعد الإفطار عند مغيب الشمس. وتضيف ابنتها نعمت "انتابني الخوف لأول مرة الثلاثاء حيث خلت الشوارع قبيل المغيب وأغلقت المحال التجارية. من المحزن رؤية ذلك". ويبدو كأنما الحياة توقفت في العاصمة حيث "تفوح رائحة الدم" على حد قول أحد التجار. وتقول سيدة تقيم في حي المزة الراقي غرب المدينة "نعيش في خوف". وتضيف "لا يمكننا الفرار بسبب القصف ونحن خائفون من البقاء هنا". ويقول بشار الذي يعمل مصفف شعر "علينا حماية العاصمة، انظروا حولكم الدمار في المدن الأخرى".

وأغلقت أغلب المحال أبوابها في حيي الصالحية والشعلان بينما يضطر كثيرون للعودة أدراجهم وهم في طريقهم إلى عملهم بينما قل عدد سيارات الأجرة. وأكد أحد ممرضي مشفى في مدينة دمر بالقرب من العاصمة أن "نحو ربع العاملين فقط تمكنوا من المجيء" حيث قطعت الطرقات بدوريات الأمن والجيش.