أسوأ ما في الرياضة عندما تقوم جماهير محبة لنادٍ أو للاعب بالدفاع عن الخطأ، وخاصة عندما يكون الخطأ واضحاً كالشمس!... إذ من غير المعقول على الإطلاق الدفاع عن الشغب مهما كانت المبررات، ومن غير المعقول الدفاع عن لاعب ارتكب أخطاء عدة في مسيرته الكروية وما زال يجد من يشد من أزره حتى ولو كان فريد عصره.

ولمثل هذا التصرف أسباب كثيرة من أهمها أن الغالبية للأسف مازالت لا تعرف معنى الاحتراف، ولا تعرف بنوده، ولم تعش الحالة الاحترافية كما يجب أن تكون.

هؤلاء لم يفهموا من الاحتراف إلا عقداً يوقع لقبض المال ليس أكثر.

الاحتراف حالة حياة قائمة بذاتها بعيدة كل البعد عما نشاهده ونسمعه الآن من بعض الجماهير الرياضية أو غيرهم.

بالتأكيد قرأ الغالبية تعليمات المدرب مورينيو المدرب الحالي للفريق الملكي الإسباني ريال مدريد للاعبيه، وهم من أغنى وأهم لاعبي العالم، وهي تعليمات منع من خلالها اللاعبين من التأخير عن موعد التدريب دقيقة واحدة (وأشار في تعليماته عن الدقيقة الواحدة بالفعل)، بالإضافة إلى جملة ممنوعات نتوقع أنه لو فعلها أحد المدربين المحليين لضحكوا منه ولم يأخذوا كلامه على محمل الجد، وأكبر الأمثلة تلك القصص التي نسمعها بين الحين والآخر عن تمرد لاعبين على تعليمات الجهازين الفني والإداري لمجرد التمرد، أو لأن لاعباً ما يحظى بشعبية ويعرف مسبقاً أن شعبيته ستشفع له أو أنها ستحميه حتى ولو ارتكب خطأ ما سواء أكان الخطأ كبيراً أم صغيراً، وأقرب مثال على ذلك ما حصل مع المدرب جوزيه ومحمد نور!.

الكل معجب بأداء نور، والكل يتمنى أن يكون نور مع المنتخب، والكل يصفق لنور عندما يدخل المستطيل الأخضر، ولكن يبقى الكل مع نور عندما يكون ذلك القائد الرياضي المتواضع الذي ينفذ تعليمات مدربه قبل أي لاعب كبير أو صغير، ولا يجوز على الإطلاق أن تعيش الجماهير المحبة لنور كل فترة قضية له مختلفة تتناولها الصحافة وتختلف عليها الآراء.

نظام الاحتراف حدّد كل شيء... حدّد ما للاعب وما عليه، وحدّد لكل جهة ما لها وما عليها ولا يجوز أن يستغل البعض النقص الحاصل في الثقافة الاحترافية لطرح عناوين عريضة تسيء للرياضة بشكل أو بآخر.

الاحتراف كل لا يتجزأ ولا يمكن أن نطبقه من ناحية ونخرقه في نواحٍ أخرى، واتحاد الكرة وإدارات الأندية مسؤولة أمام الجميع عن تطبيقه بالكامل كي لا يتصور أحد أنه معرض دائماً لعملية انتقائية مزاجية تحرف الاحتراف، وإذا انحرف الاحتراف انحرفت الرياضة عن مسارها وتباكى الجميع على زمن الهواية لأن الخسائر هنا ستكون كبيرة وكبيرة جداً.