ابتداءً من هذا العام لن يشهد المسلمون المقيمون في فرنسا نفس الجدال الذي يشهدونه كل عام حول بداية شهر الصوم ونهايته. ففي السابق كان مسجد باريس الكبير هو الجهة التي تحدد هذين التاريخين وذلك بعد مراقبة للسماء بالعين المجردة، وواقع الأمر أن هذا الترقب للهلال كان يمتد في بعض الأحيان إلى يومين متتالين، وهو ما كان يطلق عليه دائما "ليلة الشك".
ولكن اعتبارا من العام الحالي تم تحديد مواعيد ثابتة تحدد مواعيد الأعياد الدينية الإسلامية، وذلك وفقا لما صرح به رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية محمد الموساوي. وقال الموساوي إن القرار اتخذ لسبب عملي وهو تسهيل الأمور على المسلمين المقيمين في فرنسا وكذلك فيما يخص عمل الشركات وذلك بمساعدة الصائمين على تنظيم حياتهم المهنية في المؤسسات العامة والخاصة، إضافة إلى تمكينهم من الاستعداد واستئجار صالات الاحتفال بالأعياد.
وأضاف أن: أغلبية مسلمي فرنسا يؤيدون هذا التغيير وأنه سيتم في نهاية العام الجاري وضع تواريخ ثابتة لكافة المناسبات الدينية الإسلامية للسنوات الخمس المقبلة، وذلك استنادا على العديد من البحوث العلمية التي توفرها المعاهد الإسلامية.
يذكر أنه في عام 1970 أفتت هيئات إسلامية بعدم وجود أي تضارب بين الاستعانة بالمعادلات الحسابية واحترام تعاليم القرآن.
وذكر عدد من علماء المسلمين أن مراقبة الهلال هي واحدة من القواعد لتحديد بدء الصوم وليست القاعدة الوحيدة. ولكن هذا التوافق مع العصر لم يرق للجميع وتصدى له في ذلك الوقت عدد كبير من المسلمين المقيمين في الخارج.
إلا أن واقع الأمر قد بدأ يفرض نفســه ولـم يعد الجدل حول اللجوء إلى الوسـائل العصرية لتحديد المواعيد الخاصـة بالأعياد الدينية مقتصرا على مكان دون الآخر بل صار محل اهتمام العالم الاسلامي كله، ففي العـام 2006 اعتمد مجلس الفتوى في أمريكا الشمالية تواريخ محددة للمناسبات الإسلامية وفق قواعد حسابية ولكنها أخذت حينها في الاعتبار درجة رؤية الهلال. وقبل ذلك بكثير كانت منظمة المؤتمر الإسلامي قد قدمت منذ خمسينات القرن الماضي العديد من الاقتراحات بشأن تواريخ إسلامية موحدة، غير أن هذه الاقتراحات جميعها لم تنفذ على الإطلاق.
من جهة أخرى، يشير أحدث استطلاعات الرأي إلى أنه في العقدين الأخيرين قد ارتفعت نسبة الصائمين في فرنسا بما يقرب من 11% عن السابق.