سيكون لقاء قطبي جدة الأهلي والاتحاد اليوم مختلفا في كل النواحي، وربما سيكون من النوادر التاريخية للقاءاتهما الكروية، والتي تبدأ من ملعب المباراة (مدينة الملك عبدالعزيز بالشرائع) الذي سيقضي فيه الفريقان موقعتهما بعيدا عن قواعدهما لظروف صيانة ملعب عبدالله الفيصل في جدة. ومن هنا ستكون مقاييس الفريقين أرحب وأوسع لقياس شعبيتهما بالنظر إلى سعة ملعب المباراة التي تبلغ 36,5 ألف متفرج، فيما يستوعب ملعب جدة 19 ألف متفرج.

لكن تبقى مسائل أهم من تلك الزاوية تتعلق بالأمور الفنية والمستقبلية للفريقين، إذ إن المباراة تمثل مفترقا هاما لمسيرتهما في الدوري، فقمة (مكة) جمعتهما هذه المرة وهما يمثلان محطة القاع لمحبيهما، وفوز أحدهما سيحسن صورته، لا سيما الأهلي الذي تعد ظروفه أخف وطأة من جاره الاتحاد، كونها تتعلق بنواح نفسية وأزمة ثقة بعد خسارة النهائي الآسيوي التي لم يصح بعد منها.

أما موقف الاتحاد فهو الأشد والأصعب، بعد أن تفجرت أوضاعه الداخلية من كل الزاويا الفنية والتدريبية والإدارية، وبات الفريق قابلا للانفجار إذا ما خسر اليوم، فيما سيكون العكس حين ينتصر.

الأزمة الاتحادية التي أشعلها استقطاب (الفريدي) كانت بمثابة القنبلة (الموقوتة) لتفجير الأوضاع الاتحادية التي جاءت نتيجة لأزمة مالية وديون مثقلة جرتها إدارة (محمد فائز) بإبرام عقود ضخمة لا تخطر على البال!.

ويمكن لنا أن نحول قمة "جدة غير" كما اعتدنا أن نطلق عليها عندما يلتقي القطبان، إلى قمة "مكة خير"، تفاؤلا بإصلاح أوضاع الفريقين، وتجديد الأخلاق الرياضية بعد آخر لقاء جمعهما في دوري أبطال آسيا، والذي شهد أحداثا مؤسفة في نهايته، ما يزال الاتحاد القاري يدرس كيفية فرض عقوبتها.