فتح اللاعب الدولي السابق فهد المهلل قلبه لـ"الوطن" رامياً سهامه صوب كل مقصر خلال الفترة الماضية والحالية..
سهام المهلل القاسية أصابت الكثيرين في حديثه الغيور ومحاولته لإعادة بعض الأمور إلى نصابها.. ورغم بعض الانتقادات التي صبها على الرئيس الأسبق لنادي الشباب الأمير خالد بن سعد، إلا أنه عاد ليرشحه ليكون رجل المرحلة القادمة في اتحاد الكرة السعودي، واصفا إياه بالحل الوحيد لإعادة التوهج إلى الكرة السعودية بعد تصحيح مسارها وإخراجها من "الحراج" الذي تعيشه الآن -على حد وصفه- بسبب ما يحدث من مهاترات من قبل "الكلمنجية".
أمور أخرى كثيرة قلبتها "الوطن" مع دولي الشباب الأسبق فهد المهلل في السطور التالية..
ما الفرق بين شباب أمس وشباب اليوم؟
الفوارق كثيرة، بل لا يوجد وجه مقارنة بين الجيلين، ففي السابق كان هناك تحد واضح تحركه الغيرة وليس كما يحدث الآن؛ حيث الحديث لمن يملك المال ويقدر على جلب النجوم لإضعاف الآخرين.. في أيامنا لم يكن في الدوري فوارق كبيرة في الإمكانيات المادية كما هو الآن، بل لا تجد فرقا ماديا واضحا بين صاحب المركز السابع وصاحبي المركزين الثالث والرابع، أما في الفترة الحالية فبإمكان من يملك المال أن يجعل الخمس أندية الأخيرة شبيهة بفرق الحواري بحجة أننا في زمن الاحتراف. ما الأسباب الرئيسية التي أوصلت الحال لهذه الصورة؟
اكتفى الاتحاد السعودي بالفرجة على أندية كبيرة وهي تنهار، فالأندية يتحكم فيها هوامير على حساب الضعفاء، والشعار المرفوع الآن "القوي يأكل الضعيف".
هل تعتقد أن ذلك أحد أهم أسباب تراجع المنتخبات السعودية أخيراً؟
بالطبع، فكيف تريد منتخبا متطورا دون أن يكون هناك تنافس محلي قوي، خصوصاً وأن السباق على الألقاب ظل ينحصر بين ثلاثة إلى أربعة فرق فقط.
جيلكم في الشباب شهد رحيلا إجباريا لبعض اللاعبين واعتزال آخرين.
هل كانت هناك عملية تهجير مقصودة؟
ما حدث في الشباب في تلك الفترة من تفريط في اللاعبين وبيع عقود بعضهم غلطة بررها البعض باحتياجات النادي، لكن كان يجب أن تكون هناك حلول أخرى غير التنازل عن نجوم ساهموا في رسم هيبة الفريق، البعض كان يردد بأن الجيل الذهبي في الشباب كان مدعوما، وهذا غير صحيح، لم نكن مدعومين وإنما كنا عبارة عن مقاتلين.. تحملنا الكثير وبنينا أسماءنا بأنفسنا.
من كان خلف تهميشكم؟
إدارة الأمير خالد بن سعد كانت لها وجهة نظر بأنها ليس لديها المال لكي توفر لنا المبالغ التي نطالب بها من أجل الاستمرار، علما أن رمز النادي الأمير خالد بن سلطان كان يدعم الشباب ولا يزال بشكل خيالي، وكان بالإمكان توفير مطالبنا في ذلك الوقت أو الجزء الأكبر منها، إلا أن إدارة الأمير خالد بن سعد تسرعت واتخذت بعض القرارات التي أعتقد أنها لم تكن موفقة، خصوصا البدء في بيع لاعبين وضعوا بصمتهم في النادي وفي المنتخب، وجميع اللاعبين الذين غادروا أسوار النادي في تلك الفترة صدموا بهذا التصرف الذي تحول مع مرور الوقت إلى شماتة، لأن كل ناد لديه رموز، فالهلال يفتخر بالثنيان والنعيمة والجابر والنصر كذلك يفتخر بماجد ومحيسن وغيرهما وهكذا بقية الأندية.
لم يتوقع أكثر المتشائمين وصول الكرة السعودية إلى حالها الحالي، فماذا عنك؟
عن نفسي توقعت حدوث ذلك لأنه كما يقولون تم ترك الحبل على الغارب، كما أن أصحاب المناصب لم يكتفوا بمناصبهم فقط، بل كانوا يتبارون حول السفريات والانتدابات والتنظير دون امتلاك لأي من الحلول؛ لأنهم في الأساس مهيؤون (كلاميا) وليس فنيا، كما أن كثرة ظهور القنوات ساهمت في هذا الإخفاق أيضا، لأن "الكلمنجية" وجدوا الفرصة لإقناع الآخرين بأن لديهم ما يملكونه من خلال ترديد بعض الاقتباسات والكلمات التي تجعل المتلقي يعتقد أن المتحدث كان لاعبا معروفا، ربما تعود الكرة السعودية في الفترة القريبة المقبلة لأن الكرة في الخليج بصفة عامة باتت ضعيفة، أما لو كنا في قارة أفريقيا لكان نصيبنا كنصيب السودان وأصبحنا مثله.
من هو رجل المرحلة القادمة لقيادة الكرة السعودية؟
رغم بعض الملاحظات والاختلاف في وجهات النظر، فإن الأمير خالد بن سعد هو الأنسب لقيادة اتحاد كرة القدم في المرحلة المقبلة.
كيف تنتقد إدارة الأمير خالد بن سعد للشباب ثم ترشحه لقيادة اتحاد القدم؟
أعلم أن هناك تناقضا، لكنني أعلم أيضا مدى فهم الأمير خالد للكرة، كما أن بعض قراراته مع جيلنا لا تمنعني من القول بأنه رجل صبور ومكافح ولديه شخصية قوية، وقادر على الاستفادة من الأخطاء، وأعتقد أيضا أن فترة انقطاعه الحالية عن الرياضة أضافت إليه الكثير خصوصا وأنه سيكون قد راقب الأحداث بهدوء، من وجهة نظري هو رجل المرحلة، ولو أعطي الثقة من رجالات الدولة وعين رئيساً لاتحاد القدم فأنا أثق في أنه سينقل الكرة السعودية بشكل لا يتصوره أحد.
عاصرت أحمد عيد مديرا للمنتخب.. ماذا تقول عنه وهو رئيس الاتحاد المؤقت؟
ما أعرفه في اتحاد الكرة أو أي منصب أن الشخصية التي تعتلي أي هرم إداري يجب أن تكون قوية لتتمكن من اختيار شخصيات قوية لها كلمتها.. عيد رجل فاهم ومتعلم ومرن، لكن لا هو ولا غيره يملكون صفة الشخصية القوية على الأندية والأنظمة واللجان، ويكفي ما شاهدناه خلال الفترة الحالية بين لجان اتحاد كرة القدم، فالكل أصبح يتكلم فضاعت "الطاسة".
أين المهلل الآن؟
أنا مرتاح في بيتي وفي عملي، وأتابع بحزن شديد حال رياضتنا التي أصبحت مثل "الحراج"، وأمست الفوضى عنوانها الأبرز، فالملاحظات والانفلاتات انتقلت إلى الإعلام وأصحاب المناصب بعدما كانت تصوب نحو اللاعبين والإداريين والحكام، كما اعتلى "الكلمنجية" المنصات.