كشف مدير عام المياه في منطقة عسير المهندس يزيد آل عائض عن وجود خطة استراتيجية وطنية للمياه تُعنى بمنطقة عسير، أعدتها وزارة المياه ومختصون بالمديرية والمؤسسة العامة للتحلية؛ حيث وضعوا استراتيجية حتى عام 2050 تحدد الاحتياج من المياه بناء على معدلات نمو السكان وكيفية التوفير.
ولفت آل عائض، الذي كان يتحدث في ندوة حوارية عُقدت في مركز آل زلفة الثقافي والحضاري ،أخيرا، إلى أنه يتبقى وضع خطة موازية تعتمد على التنفيذ؛ حيث إن كل عدد من السنين سيكون لديهم كميات مياه إضافية، لذا لابد أن تقابلها استعدادات تتمثل في تنفيذ خزانات وشبكات وتوصيلات، وأنهم عملوا على ما يسمى بالمخطط العام للمياه والصرف الصحي، وهو عبارة عن ترجمة للخطة الاستراتيجية بما يتوافق مع المخطط الإقليمي المناسب للمنطقة ومخرجات المرصد الحضري لتتم مع بعضها بشكل متناغم.
وعزا آل عائض تأخر بعض مشاريع المياه والصرف الصحي بمنطقة عسير إلى عدم وجود المقاولين المتخصصين الذين قد يمتلك بعضهم الإمكانات المادية لتنفيذ العمل غير أنهم لا يملكون الإدارة الفاعلة.
وقال إن جغرافية عسير وطبوغرافيتها الصعبة باعتبارها منطقة جبلية، تعد إحدى الإشكاليات التي تواجه تنفيذ بعض المشاريع المتعلقة بالمياه والصرف الصحي، حيث إن الصخور تحتاج إلى فترات طويلة لتفتيتها هذا إلى جانب تمسك البعض بأملاكه في حال كانت أملاكا حقيقية.
وبين آل عائض أنه تم تخصيص أكثر من ملياري ريال، حظيت بها المديرية من ميزانية الدولة خلال العام المالي الحالي، لتنفيذ ما يزيد على 50 مشروعا جديدا للمياه والصرف الصحي، مع مراعاة الأولوية المتضمنة استكمال البنية الأساسية في مجال المياه والصرف الصحي والمشاريع الخاصة بجلب المياه من "الوجيد" لمحافظتي تثليث وبيشة، بالإضافة لمشاريع الخزن الاستراتيجي للمياه في أبها وخميس مشيط والرونة التي تخزن 1.3 مليون متر مكعب من المياه كتخزين احتياطي ليس له علاقة بشبكات المياه، إلى جانب استكمال البنى الأساسية للصرف الصحي من خلال توسيع نطاق شبكات الصرف الصحي في المنطقة.
وأبان المهندس يزيد أن محطة الشقيق1 ستكون خارج الخدمة بحلول 2023 وتدخل محلها محطات الشقيق 3 و4 في سنوات قليلة قادمة، وأن محطات الصرف الصحي الأربع في أبها وخميس مشيط جميعها تجري في أنابيب عبر مجرى وادي بيشة، لكن كثيراً ما تتعرض للاعتداءات من مواطنين ومقيمين يعملون في الزراعة على ضفاف الوادي، وأن من الطبيعي أن تجري مياه الصرف في الأنابيب عبر مجرى طبيعي يتمثل في هذا الوادي.
ولفت آل عائض إلى أن بعضاً من ضعاف النفوس يطمرون غرف التفتيش أو يعملون على سدها ليرتفع منسوب المياه فيها ثم يسحبونها لسقيا مزارع الخضروات الورقية، التي تمثل خطراً على الاستهلاك الآدمي، أو يجرفون الرمال من تحت الأنابيب حتى يتم تحطيمها بفعل الجرف الجائر أو بأخطاء بشرية، ومن ثم يتصلون بوسائل الإعلام ويكون المتهم مديرية المياه في حين أنها من ذلك براء.
وكشف آل عائض أن هناك توجها لتغيير مسار خطوط الصرف في وادي بيشة لتتخذ مساراً مغايراً بعيداً عن بحيرة سد الملك فهد لتصب بعده، وأن ذلك كان بناء على طلب من الأهالي.