هزيمة وزير الدفاع الإسرائيلي وزعيم حزب العمل إيهود باراك، أمام اليمين المتشدد، لم تثن وزيرة الخارجية الإسرائيلية وزعيمة حزب كاديما السابقة تسيبي ليفني، من خوض التجربة السياسية، بعد أن هزمها شاؤول موفاز في زعامة الحزب.
حزب "الحركة" الذي أعلنت ليفني إنشاءه، سيكون نسخة مكررة لحزب كاديما الذي انبثق من رحم الليكود بعد أن اعترف اليمين بعقم أفكاره، وضياع جمهوره في متاهات إيديولوجية لم تعد تلقى سوقا ترويجية.
الكل من اليمين إلى اليسار مرورا بالوسط الإسرائيلي، همه ليس القضية الفلسطينية وإيجاد الحلول لها، بقدر ما همه تسويق ذاته الصهيونية لدى جمهوره الذي بدأ يلتفت إلى من يحقق "أمنه" ويسعى لإيجاد الملاذات الآمنة له، هربا من القتال المتربص به بصورة دائمة، طالما تسعى إسرائيل إلى التوسع والعدوان على حساب الفلسطينيين بالدرجة الأولى وعلى حساب بعض الدول المحيطة بها من جهة أخرى.
لم تهتم الأحزاب الإسرائيلية بالمشكلة الأساسية، ولم تسأل نفسها عن هذا النسيج المريب والغريب الذي يجمعها على أرض سلبت من أصحابها الحقيقيين وشردوا في أربع جهات المعمورة، وعندما يتحدثون عن وطن يلقون اللوم والعتب من أكبر دولة في العالم.
اليوم سيعرض على الأمم المتحدة مشروع الدولة غير العضو، وسينال الأكثرية بأشواط، وستقف بالتأكيد إسرائيل والولايات المتحدة ضد المشروع، لكنه سينجح.. لأنه لا فيتو في الأمم المتحدة.