اشتعلت الأزمة القائمة بين السلطات اليمنية وإيران على إثر الاتهامات التي وجهها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إلى طهران بالتدخل في شؤون بلاده وطالبها بالكف عن دس أنفها في الشأن اليمني وإلا ستكون هناك ردة فعل لا تتصورها طهران.

وأكدت مصادر حكومية يمنية مسؤولة لـ"الوطن" أن ثمة توجهات وشيكة لدى الحكومة لتصعيد سقف الإجراءات الاحتجاجية التصعيدية لمواجهة ما وصفته بـ"التدخلات الإيرانية السافرة في الشأن اليمني"، تنفيذا لتوجيهات رئاسية.

وأشارت المصادر إلى أن صنعاء ستبادر خلال الأيام القليلة القادمة باستدعاء سفيرها في طهران للتشاور في حال لم تبد الحكومة الإيرانية تجاوباً يذكر مع طلب الرئيس هادي وقف التدخل في الشؤون الداخلية اليمنية.

وكشفت المصادر عن اعتزام الحكومة توجيه إشعارات وشيكة لعدد من الدبلوماسيين في السفارة الإيرانية بصنعاء تتضمن طلب مغادرتهم اليمن باعتبارهم غير مرغوب فيهم وهي الصيغة الدبلوماسية المتداولة للتعبير عن اتهامات ضمنية بالقيام بأنشطة ذات طابع تجسسي.

وقالت المصادر إن "رسالة الرئيس هادي لإيران واضحة لا تقبل اللبس أو التأويل فإذا لم تبادر الحكومة الإيرانية باتخاذ إجراءات عملية ملموسة من شأنها وقف تدخلاتها السافرة في اليمن فإن ثمة إجراءات مضادة سيتم اتخاذها بشكل عاجل من قبل الحكومة من قبيل استدعاء السفير في طهران وطرد عدد من الدبلوماسيين الإيرانيين المشتبه في تحركاتهم باعتبارهم غير مرغوب في بقائهم في اليمن وصولا إلى إجراءات تصعيدية أكبر من قبيل طرد السفير الإيراني ذاته من البلاد.

ونوهت المصادر إلى أن الرئيس هادي وجه الحكومة بتصعيد الإجراءات الاحتجاجية لمواجهة ما وصفته بـ"الصلف الإيراني"، مشيرة إلى أن صنعاء قررت وبشكل مبدئي رفض استقبال أي موفد من الحكومة الإيرانية إلى صنعاء وأنها ستمضي في إجراءات التصعيد في حال لم تمتثل الحكومة الإيرانية لطلب الرئيس هادي وقف التدخل في اليمن.

وكان الرئيس هادي قد هدد في محاضرة ألقاها أول من أمس أمام طلاب الكلية الحربية باتخاذ إجراءات صارمة ضد التدخل الإيراني في شؤون بلاده، وقال إن الرد على التدخلات سيكون "قاسيا".

وجاء موقف هادي تزامناً مع إعلان مصدر أمني عن كشف شبكة تجسس إيرانية تعمل في اليمن منذ سبع سنوات ويديرها مسؤول سابق في الحرس الثوري الإيراني.

على صعيد آخر، لقي قائد المنطقة السادسة بأمن عدن العقيد عبدالله الموزعي مصرعه صباح أمس، إثر انفجار عبوة ناسفة وضعت في سيارته، وقال مصدر أمني.

وأكد المصدر أن الأجهزة الأمنية فتحت تحقيقاً في الحادث، كما بدأ فريق من الأدلة الجنائية في معاينة مكان الحادث، فضلاً عن تشكيل فريق بحث من البحث الجنائي لكشف ملابسات الحادث وتحديد هوية الجناة وتعقبهم.