تحتل لوحة "أيوب سليمان ديالو" للفنان وليام هور مكان الصدارة في المتحف الدولي للرق بمدينة ليفربول الإنجليزية.

اللوحة رسمها هور في عام 1733 . ويقول خبراء "إنها أول لوحة رسمت في بريطانيا لأفريقي مسلم". وقال مدير المتحف الدولي للرق في ليفربول ريتشارد بنجامين "إن لوحة ديالو قطعة فنية نادرة، لأنها تسلط الضوء على عنصر غير معروف في السرد، لدينا مقتنيات في قسم الحياة بغرب أفريقيا، لدينا حامل للمصحف ومتعلقات شخصية لكنها لا تزال قليلة جدا، ولا ريب أن معظم الزائرين لمتحفنا سيهتمون بالاطلاع على معلومات عن الأوروبيين وسكان أفريقيا الأصليين، إذن فحيازتنا للوحة تصور مسلما تعد مكسبا كبيرا". وعزا بنجامين حرص المتحف الدولي للرق على عرض لوحة ديالو إلى العناصر المتباينة التي تتضمنها.

وقالت أمينة قسم الفنون الجميلة الأوروبية بقاعة ووكر للمعارض الفنية في ليفربول زانثي بروك "كانت أول مرة في بريطانيا يصور فيها أفريقي في لوحة.. شخص له اسم لا مجرد خادم في خلفية صورة جماعية". وذكرت بروك أن العنصرين العرقي والديني يمكن ملاحظتهما بسهولة في لوحة ديالو. وقالت "أصر ديالو على أن يرسم في زيه التقليدي، يرى حول عنقه الآيات التي تذكرنا بأن ديالو الذي يفترض أنه كان مسلما كان أول من ترجم القرآن من العربية إلى الإنجليزية."

وافتتح المتحف الدولي في ليفربول عام 2007 لتسليط الضوء على دور المدينة الإنجليزية في تجارة الرقيق. وقالت "لوحة ديالو تمثل مفارقة في نظري. فهي صورة رجل مسلم أفريقي صار عبدا وفي الوقت نفسه شخص ساهم مع عائلته في استرقاق أفارقة سود وبيعهم. كان ذلك عنصرا بالغ الأهمية في سعينا لإحضار اللوحة إلى ليفربول". وضم المتحف الدولي للرق في ليفربول مجموعة كبيرة من المقتنيات عن تجارة الرقيق في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.

يذكر أن أيوب سليمان ديالو عاش بين عامي 1701 و1773 وكان ينتمي لأسرة مسلمة ذات نفوذ كبير في غرب أفريقيا، وأسر أيوب وأرسل إلى أميركا، لكن محاميا ساعده على السفر إلى لندن حيث برزت شخصيته واختلط بصفوة المجتمع الإنجليزي آنذاك.