أربع سنوات والمملكة تحتفل سنويا بتاريخ ملك من ملوكها بدءا من المؤسس الملك عبدالعزيز، وهذا العام تحتفل بتاريخ وإنجازات "ملك الخير" خالد بن عبدالعزيز.

مضى على وفاة الملك سعود واحد وأربعون عاما والملك فيصل خمسة وثلاثون عاما والملك خالد ثمانية وعشرون عاما رحمهم الله جميعا وأسكنهم فسيح جناته.

في المقابل يبلغ عدد سكان المملكة من السعوديين وفقا لإحصائية عام 2008 خمسة عشر مليون نسمة. 12 مليونا منهم ولدوا بعد وفاة الملك فيصل، أي أن 80% من شعب المملكة الحالي لم يعاصر فترة الملك فيصل كما أن 11 مليونا ولدوا بعد وفاة الملك خالد.

في فترة حكم الملك فيصل والملك خالد لم تكن وسائل الاتصال متاحة مثل ماهي عليه الآن. لم يكن أمام المواطن حينها إلا الراديو أو التلفزيون, ولذا فإن التعرف على هؤلاء الملوك وتاريخهم كان محدودا بسبب وسائل الاتصال في ذلك الوقت.

لدينا كتب للتاريخ تدرس في المراحل الدراسية ولكن هناك شبه إجماع بعدم قدرتها على عرض التاريخ الحقيقي للمملكة وملوكها!! قد يكون الأمل كبير في التطوير القادم لتلك المناهج كي يقدم هذا التاريخ وأحداثه ووقائعه بأسلوب عصري يجذب الطالب للمتابعة والحفظ.

الشباب لديهم الرغبة والحماس في التعرف على تاريخ ملوكهم وما حدث بعد المؤتمرات السنوية التي عقدت خلال السنوات الماضية وعرض فيها تاريخ الملوك دليل على هذا التوجه لدى الشباب. ومن يرغب في البرهان القوي فليذهب إلى الشبكة العنكبوتية والتي تعتبر اليوم المصدر الأول والأهم للمعرفة لدى الشباب. فعلى موقع واحد فقط من المواقع المشهورة وهو "قوقل" 27 مليون مادة عن الملك فيصل. إضافة إلى ثلاثة ملايين وستمئة ألف مليون شخص استمعوا إلى مقابلات وخطب الملك فيصل على موقع اليوتيوب.

الآلية التي نفذت بها تلك المؤتمرات ممتازة وعملية، رغم أنه كان في الإمكان تطوير بعض الأفكار التي تساعد في جعل كل شاب يقتني توثيقا كاملا عن هؤلاء الملوك. لدينا جيل "يفتخر به" لديهم الرغبة في التعرف على صفات وأعمال وأقوال ملوكهم وكذلك التعرف على الجوانب الإنسانية في حياتهم. فشكرا لمن فكر ومنحهم فرصة استعادة التاريخ، إنه سلمان بن عبدالعزيز الذي بدأ منذ عشرات السنوات في تهيئة كل الفرص التي تساهم في عرض وتوثيق التاريخ الحقيقي للمملكة.. وليس آخرها إلا الجائزة التشجيعية المعروفة بجائزة الأمير سلمان لدارسات تاريخ الجزيرة العربية.

في كتاب رائع للأستاذ زين العابدين الركابي عنوانه: سلمان بن عبدالعزيز الجانب الآخر، يقول فيه عن الأمير سلمان: هو أحد أبناء الملك عبدالعزيز الكبار... نعم... وهو حاكم إداري لمنطقة الرياض.. نعم... وهو ذو وزن سياسي مرموق على المستويات الوطنية والعربية والإسلامية والدولية... نعم... بيد أن الجانب الآخر الذي وددنا أن يشاركنا فيه القارئ هو أن سلمان بن عبدالعزيز رجل "فكر".

وهذا الفكر أنتج لنا هذا المشروع الوطني الكبير الذي ربط جيل كبير بماضيه.