حض لاجئون سوريون في الأردن أمس وزير الخارجية البريطاني وليام هيج، خلال زيارته مدينة الرمثا الحدودية على "الخلاص" من الرئيس السوري بشار الأسد. وقال لاجئون تجمهروا لدى زيارة هيج لمخيم البشابشة، الذي يؤوي حوالي ألف لاجئ سوري، برفقة نظيره الأردني ناصر جودة "لا نريد منكم لا ماءً ولا غذاءً، لسنا بحاجة لمن يتصدق علينا. كل ما نريده هو الخلاص من بشار".
وسأل أحد اللاجئين هيج "لماذا لم تتدخلوا عسكريا حتى الآن لإنقاذ الشعب السوري؟"، فيسأله هيج "أهذا ما توصون به جميعا؟"، فيجيبه "نعم كل السوريين يطلبون ذلك لأن بلدنا يتعرض للدمار". ويقترب لاجىء مصاب في قدمه ويقول لهيج "إن كنتم لا ترغبون بالتدخل عسكريا أعطونا السلاح ونحن مستعدون للجهاد فالأطفال والنساء يقتلون يوميا". ووصف هيج العنف القاتل في سورية، بأنه "مروع"، مشيرا إلى استخدام "الدبابات والقصف الجوي، وكل أنواع الأسلحة الثقيلة ضد المدنيين".
وقال أثناء تجواله في المكان الذي يخضع لحراسة مشددة إنه "أمر مروّع أن نسمع عما يحدث في سورية من الناس هنا، فالكثير منهم قادمون من مناطق قريبة من الحدود" السورية الأردنية. وأضاف الوزير البريطاني أن التقارير الإخبارية من سورية "تؤكد إجرام ووحشية نظام الأسد" مشيرا إلى أن أعداد اللاجئين السوريين إلى الأردن "تزداد بسرعة بسبب العنف هناك". واعتبر أن ذلك "يؤكد الحاجة إلى التصرف في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".
وأكد هيج أن المجتمع الدولي سيستجيب للمأساة في سورية. وقال للصحفيين إن "الرعب من الجرائم التي ارتكبها الأسد يتضح عندما تتحدث إلى الناس القادمين عبر الحدود من سورية". وأشار إلى أن بلاده تدرب نشطاء حقوق إنسان لتوثيق الانتهاكات في سورية. وقال "لقد دربنا 47 ناشطا وسندرب 20 آخرين لتوثيق الانتهاكات التي ترتكب، ونحن نساعد الشعب السوري عبر المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في تأمين السكن والماء والغذاء والصرف الصحي".
وتحدث هيج إلى عدد من الأطفال كانوا ينتظرون دورهم في اللعب في مساحة صغيرة خصصت وسط ساحة رملية صغيرة بين عمارات سكن البشابشة الست وخيامه والتي وضعت بها بعض الألعاب والأراجيح. وقال أحد اللاجئين ويده ملفوفة بضمادة ويكشف عن بطنه لتظهر آثار جراحة "أصبت بشظايا أثناء تعرض منزلي بمدينة حمص للقصف بالطائرات". وأضاف طلال مشيعل "قتل في ذلك القصف والدي ووالدتي في حين تعرضت أنا للإصابة وهربت أنا وأبنائي وزوجتي إثر ذلك إلى الأردن عبر السياج الحدودي". وقالت سيدة عجوز، رفضت ذكر اسمها "قولوا للعالم لا نحتاج إلى ماءٍ ولا غذاءٍ ولا دواءٍ نحتاج الخلاص من الأسد". وأضافت "نريد الخلاص من بشار الأسد والعودة إلى ديارنا لنحيا حياة كريمة".