أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أن الجامعة ستطلب من مجلس الأمن والأمم المتحدة تشكيل لجنة دولية للتحقيق في وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بعد ظهور تفاصيل كشفها معمل سويسري، تدل على أنه مات مسموما. وقال العربي، عقب اجتماع طارئ للمندوبين الدائمين أمس برئاسة جمال الغانم مندوب الكويت بصفة بلاده الرئيس الحالي لمجلس الجامعة، إنه تقرر رفع توصية تشكيل اللجنة لمجلس الجامعة المقبل على مستوى وزراء الخارجية العرب لإقرار هذه التوصية.

وأضاف العربي أنه كلف نائبه أحمد بن حلي بتشكيل لجنة داخلية في الجامعة تضم كلا من السفير محمد صبيح المسؤول عن ملف فلسطين، ورضوان بن خضرا المسؤول عن الملف القانوني بالجامعة لإعداد تقرير مفصل حول اغتيال الرئيس الفلسطيني لعرضه على مجلس الجامعة بعد ظهور تفاصيل جديدة كشف عنها المعمل السويسري حول وجود مادة مشعة في ملابس الرئيس الراحل. وعقد مجلس الجامعة اجتماعه بناء على طلب تقدمت به تونس لبحث هذا الموضوع.

وكان عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف قال في وقت سابق أمس إن القيادة الفلسطينية تعول كثيرا على الاجتماع الطارئ للجامعة العربية بغرض بحث تطورات ملف وفاة عرفات.

وأضاف أن القيادة الفلسطينية تأمل بأكبر دعم سياسي من الدول العربية لتشكيل لجنة تحقيق دولية ذات مصداقية في ملابسات وظروف وفاة عرفات، مشيرا إلى أنها ستطلب استخدام الثقل العربي لدى الأطراف الدولية كافة لهذا الغرض. وأشار إلى أن ملف عرفات سيتم بحثه كذلك في اجتماع لجنة متابعة السلام العربية الذي سيعقد الأحد المقبل في العاصمة القطرية الدوحة بمشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس. واعتبر أبو يوسف أن "محاسبة إسرائيل في حال ثبت تورطها في اغتيال عرفات يجب أن تكون مسؤولية دولية". وأضاف "هذا مسؤولية المجتمع الدولي لأننا نتحدث عن التهديدات التي وجهت لعرفات والحصار الذي فرض عليه وضرب مقره الخاص أثناء جلوسه فيه وكذلك تهديد الاحتلال بإزاحته عن الطريق لأنه عقبة في طريق السلام".

وتابع "الدلالات واضحة والظواهر التي على جسد عرفات تقول إنه تعرض لحالة تسمم ولكن نحتاج إلى دليل، الأمر الذي سيؤكد من خلال فتح ضريح الرئيس عرفات وأخذ عينة من رفاته".