نشر في وسائل الإعلام خبر يفيد أن مجلس الشورى أنهى الإجراءات اللازمة في وضع العوازل لعضوات مجلس الشورى للنساء حفظا لخصوصيتهن.
لا يمكن أن تلتحق أي سيدة بمجلس الشورى، إلا إذا كانت امرأة راشدة ومتعلمة، ورشحت بناء على مواصفات ومقاييس تليق بالرجوع إلى الاستناد برأيها، إن هذه العوازل أمر من اختراع خبراء توظيف المرأة، إذا كان الأمر عدم الاختلاط ـ كالعادة ـ فالأفضل والأتقى أن يكون هناك مبنى مستقل للمستشارات، ولا داعي لهذه القواطع والعوازل التي سئموا منها بمطاعمنا، ولا يمكن أن تؤدي الغرض، وكأننا عدنا إلى عصر الرئاسة العامة لتعليم البنات. وإذا كان هذا الأمر صعبا، فلتجلس المستشارة ببيتها وترفع رؤيتها بما يردها من تقارير عن طريق الإنترنت، فتوفر بذلك مصاريف العوازل والتقطيع وتضاف الميزانية لشيء آخر.
إننا أول من ابتكر قوانين العزل، أذكر أني حضرت مرة جلسة للحوار الوطني، ولأول مرة أشاهد الدارة التلفزيونية للنساء، أمامهن الرجال على الشاشات في كامل الأناقة، والنساء شاخصات بأبصارهن، قلت يومها بنفسي ما دام الموضوع مجرد سماع، فلا داعي لهذه الشاشات من طرف واحد، إن لم يكن النقاش والحوار وعصف الأذهان مباشرة، فكل ما حصل عندنا فصل للمرأة، وأيضا خطر لي خريجات الشاشات من طالبات الجامعات، حيث كان الأستاذ الجامعي يعطي الدرس من خلال الشاشة، فكيف يستقيم علم بلا حوار ونقاش، ثم يتناقض الأمر في حالة ابتعاث الطالبة للدراسة من قبل التعليم العالي وبموافقة أو مرافقة ولي أمرها، حيث الدراسة مباشرة بلا عوازل ولا شاشات.
لقد أصبح لدينا خبراء في كيفية بناء وإنجاز كل ما يخص عزلة المرأة، بدءا من المطاعم وصولا إلى مجلس الشورى. إذا كان تواجد المرأة بالشورى سد خانة ومسايرة حالة عامة، فمع الأسف لن يجدي وجودها وراء عازل أو حائط. احتاروا في أمر النساء فهل الأمر مجرد عنصرية ذكورية؟!.