"التسلية" في برامج التلفزيون العربية تثير الاستغراب بالفعل، فمن برامج الغناء إلى برامج المواهب إلى تلك التي تستضيف الفنانين وتناقشهم في قضايا لا دخل لهم بها، إلى قصص المشادات الكلامية بين نجوم التلفزيون التي يروج لها على الإنترنت. الأمر المثير للضحك أن معظم هذه البرامج مستنسخة من أفكار غربية، أي مستوردة ولكن تقدم بالطريقة العربية المثيرة للجدل كثيرا. أحد هذه البرامج يسمى "ديو المشاهير" ويبث على قناة "إل بي سي" اللبنانية، حيث استضاف المذيعة كارولينا دي أوليفيرا، التي سبق لها أن قدمت برنامج "الرابح الأكبر" على "إم بي سي"، وإذا بالملحن أسامة الرحباني يلقي بنصائحه عليها قائلا: "إنتي شنتيرة" في إشارة إلى طولها مقارنة بغيرها من النساء الموجودات، فما كانت إلا أن ردت عليه بأنه "ثقيل"، ويعاني من عقدة نقص!.

السؤال: أين هي التسلية التي تقدمها مثل هذه البرامج، إذا كانت العبارات الخادشة للحياء والتجاوزات الأخلاقية عنوانها الرئيس؟!

يبدو أن عدوى المشادات الكلامية انتقلت إلى برامج التسلية بعد أن امتلأت بها القنوات السياسية وبعض البرامج الاجتماعية والإخبارية، ويبدو أن كثيرا من المنتجين اليوم ينتهجون هذا الأسلوب كوسيلة جذب لأكبر عدد من المشاهدين، وإذا كانت هذه الفكرة قد ترسخت في عقول هؤلاء، فليعلموا جيدا أن مثل هذه الأفكار تستخف بعقول المشاهدين، ولا تقدم لهم إلا الإثارة المفتعلة أو غير المفتعلة!

بخلاف ذلك، تتعجب من قنوات الأفلام التي تعد مصدرا للتسلية في قنواتنا العربية، فقبل يومين تسابقت قناتان على عرض فيلم أميركي قديم في نفس التوقيت، والمشكلة التي لا تنتهي مع مشاهدي هذه القنوات هي الأفلام المكررة على الدوام، ناهيك عن قنوات أخرى تعتمد على مواقع الإنترنت لسرقة أفلام بصيغة عالية الجودة وعرضها دون مراعاة لحقوق الملكية! أتوقف أحيانا عن التفكير عند مشاهدة التلفزيون وأقنع نفسي بالحقيقة المرة: إنها الفوضى يا عزيزي!