هددت روسيا أمس بعدم الموافقة على تمديد مهلة بعثة المراقبين الدوليين في سورية، إذا أصر الغرب على تمرير مشروعه في مجلس الأمن المتضمن فرض عقوبات على نظام الرئيس بشار الأسد.
واتهمت روسيا الدول الغربية بممارسة "ابتزاز" عليها لحملها على تأييد عقوبات ضد النظام السوري، استباقا للقاء المبعوث الأممي كوفى عنان والرئيس فلاديمير بوتين في موسكو اليوم، وتزامنا مع المعركة الدائرة بين المشروعين الروسي والغربي لتمديد بعثة الأمم المتحدة بسورية. وحذر دبلوماسيون من أن المعركة داخل المجلس قد تؤدي لعدم تمديد مهمة بعثة المراقبين، التي تنتهي في 20 يوليو الجاري، في ظل تأكيد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس معارضة روسيا لمشروع غربي يندرج تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وتهديد الولايات المتحدة بعدم التمديد إن لم يستخدم المجلس العقوبات للضغط على الأسد.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي أمس إن التهديد بفرض عقوبات ينطوي على "قدر من الابتزاز"، مشيرا إلى أن الغرب وضع روسيا أمام خيار ما بين تأييد فرض عقوبات أو أن "يرفض تمديد تفويض بعثة المراقبين". وتابع "نعتبر أن هذه المقاربة غير مثمرة إطلاقا وخطيرة لأنه من غير المقبول استخدام المراقبين كورقة ضغط". وحث لافروف شركاء روسيا في مجلس الأمن على تأييد مشروع قرار موسكو، والذي لا يتضمن أي تهديد لدمشق في حالة عدم الإذعان. واستطرد "لن يمكننا السماح بتمرير قرار لمجلس الأمن لا يستند الى اتفاقات جنيف. وإذا قرر شركاؤنا تعطيل قرارنا ستصبح مهمة الأمم المتحدة بلا تفويض وسيكون عليها أن تغادر سورية". وحول الجهود الدولية لإجبار الأسد على ترك السلطة، قال إن عددا كبيرا من السوريين لايزال يؤيد الرئيس السوري. وكرر بأن سياسة روسيا لا تقوم على شخص واحد، وأيضا لا تؤيد أي انتقال سياسي يفرض على سورية ولا يؤيده الشعب.
وفي السياق، توجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى الصين أمس، لحضور القمة الصينية الأفريقية، لكن الملف السوري سيهيمن على محادثاته حين يلتقي الرئيس الصيني هو جينتاو ورئيس الوزراء وين جياباو ووزير الخارجية يانغ جيشي ومسؤولين آخرين، كما أعلن مسؤول بالأمم المتحدة.
بدورها أكدت الصين أمس أن الجهود الدولية للتوصل إلى حل للأزمة السورية وصلت إلى مرحلة حاسمة. وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو وايمين على ضرورة إجراء تحقيق فيما يحدث في سورية، ودعا إلى تغليب لغة العقل. وأضاف "حل المشكلة بالطرق السلمية يمر بمرحلة حاسمة الآن. وتدعو الصين كافة الأطراف إلى وقف العنف وتطبيق خطة عنان".