بعد مرور نصف قرن من الزمان على إنشائهما، أحالت المديرية العامة للمياه في المنطقة الشرقية برجي خزانات المياه في مدينتي الدمام والخبر لـ "التقاعد الإجباري"، بعد إنشاء محطتين مركزيتين أرضيتين في موقع الخزانين اللذين سيتم هدمهما قريبا. وتبلغ تكلفة المشروع 580 مليون ريال.

وأوضح مدير عام المياه بالمنطقة الشرقية بالإنابة المهندس سراج بخرجي في تصريح إلى "الوطن"، أن الإزالة تشمل خزاني المياه في الدمام والخبر بعد مرور 50 عاما على إنشائهما، حيث توقف العمل في الخزانين بعد إنشاء محطتين مركزيتين أرضيتين في موقع الخزانين، وتوفير الاشتراطات الضرورية للأمن والسلامة في الموقع، وهو ما يجري استكماله حاليا في موقع خزان الخبر تمهيدا لبدء أعمال إزالته قريبا. وأكد بخرجي، أن تكلفة المشروع 580 مليون ريال وستتم الاستفادة من موقع الخزانين القديمين لتوسعات أعمال المديرية لاحقا سواء بخزانات بديلة أو مشاريع تنموية أخرى، مشيرا إلى أن الموقعين اللذين يقع عليهما الخزانان تم استغلالهما حاليا من خلال محطتين مركزيتين تعملان لتعزيز شبكتي المياه في مدينتي الدمام والخبر.

ويأتي قرار مديرية المياه بهدم الخزانين وعدم تحسينهما والاستفادة منهما، لارتفاع تكلفة التحسين وعدم جدوى ذلك، خاصة أن العمل في برج الخزانين متوقف منذ زمن بعد الاستعاضة عنهما بخزانات أرضية، إلا أن تأخير عملية الإزالة سابقا هو لعدم توفر بند مالي مخصص للهدم، وإنما كانت جميع البنود هي لأعمال الإنشاء قبل أن تتمكن مديرية المياه في المنطقة من توفير مبلغ الهدم، حيث بدأت في أعمال الإزالة مؤخرا في أحد أبرز معالم مدينتي الدمام والخبر. فيما أكد متخصصون في الجانب السياحي أن البرج أصبح معلما تاريخا لسكان مدينة الدمام من حيث الشكل والموقع، حيث كان من المفترض تحويل الموقع للجهات السياحية المختصة وتحويله إلى موقع سياحي أسوة بما تم تنفيذه في مدينة الرياض التي تم تحويل برج المياه فيها إلى متنفس سياحي وحديقة يرتادها الزوار للتنزه.

ويعد شارع الخزان من أقدم الشوارع في مدينة الدمام، حيث أطلق عليه ( شارع الخزان )، نسبة إلى وجود برج كبير يعلوه خزان مياه تم بناؤه منذ خمسين عاما عبر إحدى الشركات الهولندية، حيث يعد البرج معلما من معالم مدينة الدمام القديمة، ويقع في المنطقة المركزية على طريق الملك خالد، وتعود ملكيته إلى وزارة المياه. ورغم الجهود المبذولة من قبل الأمانة في تحسين المنطقة المركزية القديمة بإطلاق برنامج تحسين الواجهات، إضافة إلى الإنارة والأرصفة والتشجير، إلا أن برج خزان المياه ما زال بشكله القديم ولم يتم الاعتناء به حتى صدر قرار إزالته كأحد أبرز المعالم القديمة التي امتازت بها الدمام منذ نصف قرن من الزمان.