فتاة أميركية أحرجت الرئيس أوباما وفضحت تناقض سياسته أمام طلبة جامعة جنوب فلوريدا بعد إعادة انتخابه. قبل أن تسأله طمأنته بقولها إنها عملت في حملته الانتخابية (سُر بذلك) وامتدحت دعمه للشباب لفهم الديموقراطية (ارتاح لإطرائها) ثم ألقت بقنبلتها قائلة: سمعتك تتحدث عن حقوق الإنسان، لكنك لم تستنكر حرب إسرائيل على غزة (ورفعت صوتها) بل تستمر في دعمها بأموالنا! لم يتمكن الرئيس من الإجابة مباشرة، تلعثم وارتبك ثم موه بكلام جانبي لكسب الوقت لعله يجد مخرجا أمام تصفيق الطلاب لزميلتهم!

سبقت هذا المثال الجريء أمثلة كثيرة منذ أن اكتشف الأميركيون والأوروبيون حقيقة استمرار حصار غزة بموافقة أميركية وأوروبية! ومن هذه الأمثلة: موجة الغضب التي قابل بها طلاب جامعيون وزيرة الخارجية السابقة مارلين أولبرايت، والمطالب الشعبية بمحاكمة وزير الدفاع الذي دمر العراق رامسفيلد والتنديد به في الأماكن العامة، وتنديد عشرات الآلاف في شوارع لندن وفي مدن أوروبية 2009 بإسرائيل ومطالبين بمحاكمة قادتها بتهمة جرائم الحرب.

على عكس جرأة شباب الغرب، يقدم المسؤولون العرب لنا صورة سلبية مغايرة. ففي المؤتمرات الصحفية يندد الأوروبيون والأميركيون بالفلسطينيين ويطالبونهم بوقف صواريخ المقاومة! ومع ذلك لا يحتج المسؤولون العرب على نظرائهم الغربيين مفضلين الصمت أمام النفاق الدولي! تٌرى هل كانوا يدركون أن السكوت علامة الرضا؟

كان المتوقع منهم الرد على نظرائهم ومطالبتهم بعدم المساواة بين الضحية الضعيفة والمجرم المتوحش. وكان عليهم المطالبة بالمثل أي وقف الطائرات والدبابات الإسرائيلية التي تدك غزة وتقتل أطفالها ونساءها. حتى كلمة إرهاب لم نسمعها منهم لوصف عدوانية إسرائيل. لكن رأينا منهم الابتسام أمام الكاميرات كأنهم يستحيون من الحوار، فلم يقولوا الحقيقة التي رددها شباب الغرب في وجه سياسة أميركا وأوروبا التي تقيس بمكيالين.