وجهت درجات الحرارة المرتفعة المواكبة لصيف جدة الذي بدأ من 21 يونيو الماضي، ويستمر حتى 22 سبتمبر المقبل، بوصلة تجار أقمشة الثياب الرجالية للفترة الراهنة إلى أقمشة التترون والقطن المعروفة بـ "الأقمشة الباردة"، التي تتواكب مع درجات الحرارة المرتفعة التي توقعتها الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، حيث توقعت في تقاريرها أن تلامس أحيانا في بعض المناطق الخمسينات المئوية.

وأوضح المصمم فيصل المحياوي لـ"الوطن" أن درجات الحرارة المرتفعة أجبرت التجار والموردين على التوجه بنسبة 90% إلى الأقمشة الباردة، في ظل الإقبال الضعيف على باقي أنواع الأقمشة مع بداية موسم الصيف.

وأشار إلى أن الطلب حاليا يتركز على أنواع التترون المخلوطة، والتي ارتفعت أسعارها من 15 ريالا للياردة الواحدة إلى 22 ريالا، فيما ارتفعت أسعار الأقطان الأوروبية من 40 إلى 90 ريالا للمتر، والياباني من 18 إلى 24 ريالا للياردة، والهندي من 14 إلى 25 ريالا للياردة، ويحتاج الثوب الواحد من 4 إلى 5 ياردات.

وأوضح المحياوي أن أكبر مصدر للأقمشة إلى المملكة هو اليابان، وتأتي بعدها كوريا، وإندونيسيا، وتايلاند، فيما تتنوع المستوردة بين السلك أو البوليستر، والتي لا تصلح للجو الحار، حيث تتسبب في ازدياد حرارة الجسم، ولا تلبس سوى في الأجواء الباردة، فيما تأتي بعد ذلك الأقطان الصناعية، والتي هي بالأصل بوليستر معالج بحيث يصبح ملمسه كالقطن.

وأضاف أن الأقطان الناعمة باردة على الجسم ومريحة، ولكن دائما تلتصق بسبب نعومتها الزائدة، فيما تأتي بعد ذلك الأقطان متوسطة النعومة وهي الأنسب لأجواء المملكة، لأنها تجمع بين البرودة ومقاومه الالتصاق معا، ولكن عيبها الوحيد هو التكسير، ثم تأتي الأقطان الخشنة "الواقفة" وتندرج تحتها أنواع متفاوتة في درجة الخشونة هذه النوعية هي الدارجة تقريبا وهي الموضة وأنيقة في اللبس، فيما تأتي الأقطان الصناعية المخلوطة مع نسب قطن طبيعي بنسب متفاوتة من 10% إلى 90 %، وهي باردة وصحية وقليلة التكسير، وتأتي بعد ذلك الأقطان الطبيعية 100% وعيبها أنها تتكسر بسرعة، ولكن كثيرا يفضلونها، وهي تصلح للمناطق الرطبة أكثر من الجافة، ويوجد منه أنواع كثيرة سويسرية، وإيطالية، وإسبانية، وهندية وهي الأفضل من ناحية السعر والجودة".

وعن إقبال الزبائن على الخياطة مع اقتراب المواسم مثل رمضان والعيد، واضطرار بعض المحلات للاعتذار عن قبول طلبات جديدة، بين المحياوي أن أكثر محلات الخياطة لا تغلق أبوابها إلا في حال وصولها للطاقة الاستيعابية، ولكي لا تتسبب الطلبيات الزائدة عن طاقة المحل في تأخير بمواعيد التسليم، أو مشاكل بسبب سوء التفصيل.

وفي الوقت الذي بدأت فيه دور تصميم الثياب الرجالية الراقية إيقاف استقبال زبائن جدد قبل دخول رمضان بأسبوعين، مرجعين ذلك إلى منح الفرصة لزبائنهم المعتمدين فقط، أكدت باقي محلات الخياطة أنها ستفتح أبوابها.

ويقول محمد أمين، (خياط في محل خياطة ثياب رجالية بشارع السوق في حي بني مالك الشعبي) "إغلاق الباب بوجه الزبائن الجدد يعد نوعا من الدعاية التي يستخدمها مصممون معروفون لجذب فئة معينة من الزبائن.

وعن التصاميم الرائجة لموسم عيد الفطر، قال الخياط الذي يعمل بأحد محلات تفصيل الثياب بشارع حائل في حي الرويس ناجي محمود إن معظم محلات التفصيل عادت مجددا إلى تفصيل القصب على الصدر، والأكمام بكميات متفاوتة، مشيرا إلى أن بعض الزبائن يحبون الشغل الخفيف الكلاسيكي، فيما يميل بعضهم إلى الرسومات والنقوش العريضة، وكتابة الأحرف والأسماء.

وبالنسبة لأسعار الثياب، أوضح ناجي أن ارتفاع أسعار الخامات من الموردين تسبب بارتفاع أسعار الثياب بنسب تتراوح بين 30% و 40%، مشيرا إلى أنها نسبة تعود الزبون على زيادتها مع دخول المواسم، وهي تعود إلى ارتفاع أسعار مستلزمات تفصيل الثوب المتنوعة بين أنواع الأقمشة، سواء كانت تترون، أو مخلوطا، أو قطنا متفاوت النسب، إضافة إلى الخيوط والغراء، والقماش، والحشوة التي يدخل القطن كجزء أساس فيها.