انتقل جدل طبي حول دراسات عملية تثبت أن القلب هو العضو الأساسي وليس الدماغ وأن له دماغا خاصا به، إلى جدل في مجمع الفقه الإسلامي، إذ طالب الدكتور صالح بن زابن البقمي الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي 3 كليات طبية لجامعات سعودية ومدينة طبية متخصصة في جراحة القلب بالاجتماع ومعرفة ما إذا كانت الدراسات المنشورة بلغت درجة الحقيقة أم لا.

وأوصى البحث العلمي بعدم فصل أجهزة التنفس الصناعي عن جسم الإنسان إلا بعد توقف القلب، مما يثر جدلا جديدا حول جواز التبرع بأعضاء المتوفين دماغيا.

وحصلت "الوطن" على خطاب من مركز الأمير سلطان لأمراض وجراحة القلب موجه لمجمع الفقه الإسلامي للتباحث حول الجوانب الشرعية والأخلاقية في هذا البحث.

وأوضح الدكتور صالح البقمي لـ "الوطن" أن الدراسة حول وجود عقل بشري خاص للقلب جعلت إدارته تخاطب المختصين في هذا المجال من أكاديميين وأطباء متخصصين، لإثبات صحة تلك الأبحاث والتي نوقشت مؤخرا في عدد من الندوات الطبية في مدن المملكة.

وقال البقمي " في حال ثبتت صحة ما يتم فإن ذلك ستبنى عليه مستقبلا أبحاث في جميع المجالات فضلا عن أنه يمكن أن يكون إعجازا قرآنيا".

وأضاف "رغم مخاطبتنا لجامعة الملك عبدالعزيز وأم القرى ومدينة الملك عبدالله الطبية للاجتماع مع الأعضاء والمنتسبين في مجمع الفقه الإسلامي لمعرفة صحة تلك الأبحاث إلا أن تجاوبهم كان على غير المأمول، وننتظر إرسال خبرائهم خلال الأيام القادمة لإبداء مرئياتهم وتوضيحها من الجانب الطبي الأمر الذي يمكن أن يساهم في خلق علوم أخرى في مجالات مختلفة.

وكان عدد من المؤتمرات الطبية والمراكز التخصصية في أمراض القلب قد ناقش بحثين من قبل لعالمين رائدين في هذا المجال، هما الدكتور رولين مكراتي من معهد علوم القلب في كاليفونيا، وجفري أردل أستاذ علوم الأدوية في جامعة كويلن للطب الباطني في تينيسي، وبين البحثان أن هناك آلاف الخلايا العصبية في القلب، وهو ما يخالف الاعتقاد السائد بأن القلب مجرد مضخة لتصفية الدم.

وأوضح البحث أن البشر قديما كانوا يعتقدون أن روح الإنسان في قلبه، ولكن في ظل غياب أية بيانات بحثية لم يتم قبول تلك الآراء من المجتمع العلمي، ولكن مع وجود تلك الخلايا العصبية والتي تتصل بالدماغ، فيؤدي ذلك إلى تطوير الشخصية واتخاذ القرارات، وأشار البحث إلى أن إرسال القلب للإشارات للدماغ يفوق إرسال الدماغ للقلب مما يعني أن القلب هو قائد الجسم.

ويهدف القائمون في المراكز البحثية الطبية والشرعية إلى أخذ الجانب الأخلاقي في الاعتبار عند إنهاء الحياة للوصول لحجة ثابتة لبناء فتاوى في هذا المجال، إذ أوصى عدد من الأبحاث والدراسات العلمية بعدم فصل التنفس الصناعي عن جسم الإنسان إلا بعد توقف القلب مباشرة.