عند إمعان النظر إلى الوضع العام لرياضتنا السعودية نجد كثيرا من المفارقات التي تدعو للتوقف عندها من أجل علاج ما يمكن علاجه والحفاظ على هيبة الاسم الذي صنعناه في السابق.
وإذا ما أخذنا كرة القدم - على سبيل المثال - فإننا نلاحظ معادلات معقدة تحتاج إلى شيء من إعادة النظر خاصة أننا طالما تغنينا بها كمنتج وطني سجل حضوره في محافل قارية وعالمية بغض النظر عن الصورة التي ظهرنا بها.
ضجيج هائل يملأ محيط وسط كرة القدم السعودية في ظل انفتاح إعلامي يتلقف (كل شيء) إلى درجة أن قضايانا تعدت حدود المستطيل الأخضر إلى (احتراف) متابعة ما يدور في الحياة الخاصة لنجومنا.
صفقات انتقالات بملايين الريالات يصل نزاع التنافس فيها إلى أعلى درجاته وسط (ثورة) إعلامية وجماهيرية يشكلها الميول ويحدد مسارها.
عبث دائم في تأويل اللوائح وتفسيرها بما يخدم شعارات وألوان الأندية دون النظر للمصلحة العامة التي من شأنها دفع العجلة إلى الأمام إلى درجة التلاعب بالمفردات وتحوير التحليلات بطريقة تصور للمتابع أن من يبحث عن الصالح العام ارتكب جرما لا يغتفر.
مبالغات نسمع عنها ولا نشاهد نتاجها تذروها رياح التباهي في إبرام عقود مع محترفين أجانب يعجزون عن صناعة الفارق لأنديتهم بل إن بعضهم يصبح عالة على فريقه الذي يمثله.
أمور كثيرة قد نحتاج لأيام من أجل سردها تشغلنا بشكل مستمر وحقيقة محصلتها (لا شيء).
بل إن المحصلة (خسارة بالسالب)، فالمنجز الدولي غائب رغم المساحة التي يمنحها الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب والدعم الكبير الذي يقدمه لكل من يعمل ليبدع.
والأخطاء في المنظومة الرياضية تتكرر موسما بعد آخر .. فالديون تثقل كاهل الأندية مع تفوق المصروفات على الإيرادات .. والصراعات تهدم جهود محاولات التطوير، وإدارات الأندية تعمل بدافع تحقيق إنجاز للفترة التي تشغلها.
والأهم من ذلك كله تراجع مستوياتنا وتجاوز دول أقل منا في الإمكانات مراكزنا وتصديرها لمحترفين يحجزون مقاعد أساسية في دوريات أوروبية.
ليس عيبا أن نتكاتف ونجتهد ونخطئ ونصحح أخطاءنا، لكن المؤلم أن نعبث باسم الرياضة السعودية من أجل تحقيق أهداف شخصية.
آمل أن يتعدل الوضع ونستمتع برياضة تستحق محصلتها النهائية كل هذا الضجيج الذي يدور حولها.