بعد قرابة الثلاثين عاماً في مجال التدريب على لعبة الجودو وجد علي شهرخاني ثمرة ذلك في ابنته وجدان، التي تناقلت الأخبار اسمها كأول سعودية تشارك في أولمبياد لندن 2012 في هذه اللعبة.
وجدان علي شهرخاني (18 عاماً) تدرس في الصف الثاني من المرحلة الثانوية.. تداولت وسائل الإعلام اسمها لأول مرة فتحولت من كونها طالبة على مقاعد الدراسة إلى سفيرة للوطن أشعلت وسائل التواصل الاجتماعية بعد أن كانت المشاركة النسائية السعودية محل نقاش طويل انتهى بإعلان اسمها، وإعلان اسم زميلتها سارة عطار للمشاركة في مسابقات العدو 800 متر.
من خارج المملكة تحدث والد وجدان لـ"الوطن" قائلا إن وجدان أنهت مؤخراً المعسكر الإعدادي الذي ألحقها به في الإمارات، وتستعد للذهاب لمصر لدخول معسكر آخر"، مؤكداً أن الاتحاد السعودي ليس له أي علاقة بتدريبات ابنته أو مشاركتها، واقتصر دوره على الموافقة الرسمية فقط.
وأضاف والد وجدان وهو مدير مدرسة الأنصار المتوسطة في منطقة مكة المكرمة أن ابنته التي ستلعب أولى مبارياتها في الثالث من أغسطس القادم بدأت تدريباتها على هذه اللعبة أواخر عام 2010، وقام هو بتدريبها شخصياً حتى وصلت لهذه المرحلة التي تؤهلها لنيل الحزام الأزرق في الجودو، مشيراً إلى أنها ستلعب وفق الشروط التي وضعها الاتحاد، فلبسها محتشم، وستلعب مع فتيات مثلها في قاعات مغلقة، وسيكون والداها معها طوال فترة المشاركة، متمنياً أن ترفع علم المملكة عالياً.
وحول مشاركة ابنته، قص شهرخاني ما حدث بالضبط، موضحاً أن ذلك بدأ برغبة وجدان بالمشاركة، وبحكم علاقات والدها في المجال، وعلاقته بالاتحاد الدولي للجودو طلب منهم المشاركة فوافقوا شرط إرسال طلب رسمي من المسؤولين في الأولمبياد إلى الاتحاد السعودي باسم ابنته، وتم ذلك بالفعل.
والتقى شهرخاني بمسؤولي الاتحاد لإقناعهم بمشاركة ابنته، وأنها لن تخالف الشريعة، وأن هناك نماذج إسلامية لمشاركة النساء في الألعاب المختلفة، وتم إعفاء ابنته من الاشتراطات اللازمة للمشاركة مثل جمع النقاط وعدد البطولات لعدم وجود خبرة سابقة للمملكة بالمشاركات النسائية.
وحول ردود الفعل حول مشاركتها والانتقادات التي واجهتها المشاركات في الأولمبياد، قال "لن ألتفت إليها، طالما أن المشاركة لم تخالف الشريعة ولا قوانين المملكة، ونحن في عصر تساوت المرأة بالرجل، والإسلام أمر بعدم التفريق بينهما إلا بما فيه نص صريح".
وأضاف أنه بدأ الخطوة ولن يتراجع عنها.
يذكر أن علي شهرخاني يعمل في سلك التعليم وفي نفس الوقت عضو المكتب التنفيذي لغرب آسيا للعبة الجودو، ونائب رئيس لجنة الحكام العرب، ولديه خمسة أبناء ووجدان ابنته الوحيدة.