اتهم رئيس بعثة جامعة الدول العربية في موسكو السفير جمعة الفرجاني روسيا "ببناء علاقاتها الخارجية منذ انهيار الاتحاد السوفيتي على المصالح الاقتصادية"، معتبراً أن هذا البعد غلب الفهم السياسي العميق لدور السياسة الخارجية في دولة كان من المفترض أن تكون لاعباً هاماً في المجتمع الدولي. وقال "اليوم روسيا ليست دولة كبرى بكل المقاييس، وامتلاكها للفيتو هو خطأ تاريخي لن يحولها إلى دولة عظمى". واعتبر الفرجاني في تصريح إلى "الوطن" أن روسيا "مثل الطفل الذي ورث ثروة من أبيه الغني"، موضحاً أن "روسيا الضعيفة حصلت على الفيتو من التركة السوفيتية ولم يكن استخدامه بشكل يؤمن لها علاقات قوية وطويلة مع حلفاء وأصدقاء من خلال خلق توازن وضبط للقوى الأخرى العالمية المسيطرة التي بنت علاقات استراتيجية طويلة في العالم العربي".

وأضاف أن مواقف موسكو من القذافي وتحالفها مع شخص اختطف إرادة شعب كامل ومقدرات سنوية تفوق المئة مليار دولار في دولة لا توجد فيها مشاكل إثنية أو عرقية ليسخر كل إمكانياته في إشعال حروب إقليمية ومحاولات اغتيال وصادر حقوق شعبه "يؤكد دعمها للدكتاتوريات مثلما تدعم الأسد اليوم وهو يقتل شعبه".

واتهم الفرجاني الحكومة الروسية والإعلام الروسي بالتشكيك بالثورات العربية "على أساس أنها لم تكن بقرار عربي بل محاولة إظهارها وكأنها ثورات صنعها الغرب"، معتبراً أن هذه الآراء تبين "فوقية التفكير الروسي وبعده عن الواقع". وأضاف "لماذا يحتفلون بالثورة البلشفية ولا يقولون إن وراءها قوى ودول معادية للقيصرية الروسية، وثورة شعبنا الليبي التي أسقطنا فيها القذافي بالسلاح وثورة مصر التي وقفت المؤسسة العسكرية فيها مع الشعب لتسقط مبارك لا يعترفون بأنها ثورات حقيقية". وقال إن تحالف روسيا مع الأنظمة الفاسدة يعبر عن فشلها في اختيار حلفاء المستقبل مما يجعلها رهينة لإشكالات تصنعها هذه القوى الحليفة لروسيا مما سيزيد من الضغوط عليها ويدمر كل فرصها في بناء تحالفات استراتيجية جديدة مع دول تسعى إلى بناء المستقبل وتطوير الإنسان والاستفادة من مكونات العصر لإيجاد مناخ من الاستقرار العالمي في المنطقة.