لا شيء يشبه أريحية إنسان الشمال إلا صوت "طلال مداح".. ولا شيء يشبه "صوت الأرض" كطعم العافية بعد طول سقام.. وهكذا جاء "ملتقى الشمال المسرحي الأول للكوميديا" الذي نظمته جمعية الثقافة والفنون بحائل في الفترة من 6 إلى 11/ نوفمبر 2012 برعاية سعادة وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور/ "ناصر الحجيلان"؛ حيث أجمع شهود تلك البهجة على أنه يحق للزميل/ "خضير الشريهي" ـ رئيس فرع الجمعية ـ والفنان/ "محمد العنزي" ـ مدير الملتقى ـ الفخر لمجرد تحقيقهما حلماً مسرحياً راود مثقفي المنطقة مذ كان الدكتور/ "محمد الحمد" رئيساً للنادي الأدبي بحائل، والمبدع/ "عبد السلام الحميد" نائباً له؛ فكيف وقد تحقق على هذا الوجه الاحترافي الباذخ: شجرة زيتون رعاها صبر الإرادة الحائلية سنين، وسقاها "نهر الأردن" المسرحي الكبير/ "زكريا المؤمني"، لتطرح محصولاً متميزاً من مواهب اختلفت حسب تربتها من الجوف والحدود الشمالية وتبوك وحائل، واتفقت على النضج الفني المدهش!

ولأن المسرح قائم على الإسهامات الفردية منذ مئة عام، فقد كرم الملتقى أفراداً بذلوا جهوداً كبيرة لخدمة الحركة المسرحية في المملكة، أولهم أستاذنا الدكتور/ "عبدالعزيز السبيل"، وكيل الوزارة السابق للشؤون الثقافية؛ حيث حاول "مأسسة" الحراك الفني بتكوين جمعيات للتشكيليين والفوتوجرافيين والمسرحيين، قبل أن يجد نفسه أمام بيروقراطية مترهلة: لاعب كرة قدم مطالباً بتسجيل كرة حديدية مربعة، "كبري" في الثمانيات الألمانية!

كما كرم الفنان التشكيلي الدكتور/ "محمد الرصيص"، الرئيس السابق لجمعيات الثقافة والفنون؛ وقد تميزت فترة رئاسته القصيرة بإقامة عشرات الدورات التدريبية في مختلف الفنون محاولة منه لمحو "بعض" الأمية الفنية ريثما تستشعر "البيروقراطية" مسؤوليتها التاريخية وتنشئ المعاهد والأكاديميات "الطبيعية"!

وكرم ابن الشمال الفنان الممثل المسرحي التلفزيوني/ "مبارك الخصي" لدوره الفردي المضني في تأسيس فرقة تخرجت فيها عشرات الكوادر المسرحية.

وكنا ننتظر أن يمتد التكريم لمسؤولين سابقين ولاحقين دعموا المسرح كثيراً بـ"الترزز" في تدشينه وختامه، إذ لولا "ترززهم" ما حضرت فلاشات الكاميرات الإعلامية!

أما المكرم الفنان/ "علي المدفع" الطويل قامة وخبرة فلا تكفي لنشره نقدة واحدة، وسنحاول إنصافه من الآن إلى الأحد القادم!