لا يخفى على الجميع من كافة شرائح المجتمع مدى أهمية الثقافة في تقدم الشعوب ورقيها وهي ركيزة أساسية للأوطان يعتمد عليها، وعندما نلحظ الجهات المعنية والمسؤولة عن الثقافة عموما بكل فروعها واتجاهاتها نجدها محدودة نوعا ما داخل المناطق والمحافظات والتجمعات السكنية حسب الكثافة لعموم بلادنا. وفي الأسابيع الأخيرة طالعتنا الصحف وكافة وسائل الإعلام بأنشطة رائعة تقوم بها وزارة الثقافة والإعلام حول النشر الثقافي وتطوره في أنحاء المملكة من حيث الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة التابعة للوزارة.

في اعتقادي أن تلك الخطوة جميلة جداً ومن شأنها أن تعزز المسار الثقافي بالمملكة وتحقق آمال المثقفين والمهتمين بذلك، ولكن هل تلك الأندية والجمعيات كافية لاحتواء تلك الشريحة الهامة من شرائح المجتمع، لا شك أن تأسيس مراكز ثقافية بات من الضروري جدا لمساندة الجمعيات والأندية نفسها، وأيضا احتواء عدد أكبر من المثقفين وفتح مجال رحب لتلك الفئة الأهم على مستوى الأمم، ومن هنا أتمنى وآمل من المسؤولين عن الثقافة والإعلام التكرم بالتوجيه للجهات المعنية لدراسة إمكانية تأسيس مراكز ثقافية تعنى بشؤون الثقافة إضافة إلى نشرها في العديد من المدن التي تفتقد إلى مثل تلك الأمور الهامة وعندما نعود إلى أعداد الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة نجدها محدودة جدا، حيث تفتقر العديد من المدن إلى تلك الأندية والجمعيات أصلا، ولكنها كما يعلم الجميع لا تخلو من رجال الفكر والثقافة الذين هم بحاجة إلى من يدعمهم ويمدهم، ولعل من أفضل وسائل الدعم والتشجيع لمعشر المثقفين تزويدهم بمثل تلك المراكز الثقافية التي أصبحت حلما للجميع.. فهل يتحقق ذلك في القريب العاجل ليواكب ويزامن العصر الحديث وعجلة تقدمه المستمرة في مختلف

الأقطار المجاورة حتى تكتمل المنظومة الثقافية في بلادنا الغالية.