أكدت إدارة الدفاع المدني في منطقة عسير أنها استنفرت كافة طاقاتها وقواها للبحث عن غريق بيشة منذ فقده يوم السابع عشر من شهر جمادى الأولى، إثر الأمطار الغزيرة التي شهدتها المحافظة.

وأوضح الناطق الإعلامي للدفاع المدني في المنطقة العقيد محمد العاصمي، عطفا على ما تناولته إحدى القنوات الفضائية الاثنين الماضي، على لسان والد الغريق سعد بن عبدالرحمن القرني، بخصوص انتقاده لأعمال البحث، أن فرق الإنقاذ تحركت فور تلقي البلاغ وكان البعض منها من الضفة الشرقية لوادي بيشة مما يلي الريان، والبعض الآخر من الضفة الغربية للوادي مما يلي قرية الباقرة حيث غمر السيل المزارع القديمة الواقعة إلى الغرب من الوادي رغم ارتفاع منسوب المياه، مما يدل على ارتفاع مستوى السيل وقوة اندفاعه في وسط الوادي الذي كانت فيه سيارة المحتجزين، علما أن صفارة الإنذار التي كانت تعمل في تلك الأثناء لا يفصل بينهم وبينها سوى نحو 500 متر تقريبا وكانت في وضع التشغيل من قبل وصول السيول، وكان بإمكان القناة الفضائية المعنية استجلاء ذلك من المواطنين المجاورين.

ولفت العاصمي إلى أنه تم تحريك طائرة الأمن للمساندة والقيام بأعمال الإنقاذ للمحتجزين والتي كانت موجودة بالمنطقة، ولكن للظروف الجوية تعذر مواصلتها لمهمتها نظرا لخطورة الوضع.

وأضاف العاصمي أن الأمطار المتلاحقة والسيول المنقولة إلى وادي بيشة ساهمت في استمرار تدفق مياه السيول بكميات كبيرة مما أعاق أعمال البحث، رغم أنها كانت مستمرة، رغم ضخامة حجم وامتداد وادي بيشة الذي يمتد من سراة عبيدة جنوبا وحتى بلاد غامد شمالا بمسافة تقدر بـ 450 كم تقريبا وبعرض يصل إلى 2 كم تقريبا والتي تزيد روافده المائية عن 100 رافد مائي تصب فيه، مضيفا أن أعمال البحث شارك فيها بصفة يومية 300 فرد وضابط، وتم استخدام عدد من مواطير شفط المياه لتفريغ الحفر من المياه، ولا زالت تعمل حتى الآن، وشارك 200 متطوع من شباب وأهالي بيشة، وبعض أقارب المفقود، واستخدمت وسائل البحث المتعارف عليها عالميا في مجال أعمال البحث والإنقاذ لتمشيط المناطق التي قد تكون الجثة بها، واستمرت في البحث عدة أيام متواصلة، وجرى تجفيف عدد من البرك في الوادي وتقليب منطقة الحفر التي تنتشر على طول امتداد الوادي ممتلئة بمياه السيول والطمي.

وأكد العاصمي أن أعمال البحث لم تكن عشوائية، وكانت منظمة بحيث تم تقسيم الوادي بطوله إلى مربعات وحدد لكل ضابط ومجموعة من الأفراد تغطية جزء من هذه الأجزاء لضمان دقة البحث وتحديد المسؤولية، ولم تقتصر أعمال البحث على الدفاع المدني، فهناك أكثر من 12 جهة مشاركة.