مع أن النصر الأخير في غزة الذي شكك به البعض، من منطلقات فئوية ضيقة، إلا أنه يبقى نصرا مسجلا في كتب التاريخ للأجيال المقبلة، كيف قاومت العين المخرز، واستطاع أن يبكي عيون الجنود المدججين بكل أنواع السلاح، وفي خدمتهم كل ما أنجبت التكنولوجيا الغربية من وسائل الدمار.

تحقق النصر بقوة سواعد المقاتلين، الذين أذاقوا يهود فلسطين طعم المرارة، وطعم الحرب، الذي أذاقوه للشعب الفلسطيني طوال فترة اغتصاب أرض فلسطين.

أعادت الحرب الإسرائيلية على غزة، واتفاق الهدنة الذي أبرم بوساطة مصرية بين إسرائيل وحماس، واشنطن بقوة إلى الساحة الفلسطينية، وما تأجيل الاتفاق الذي توصلت إليه القاهرة ليل الثلاثاء - الأربعاء، وتأجيل إبرامه إلى ليل الأربعاء- الخميس، لحضور وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، سوى المؤشر على الدور الأميركي، الذي لعبته إدارة باراك أوباما مع الأطراف المعنية بالأزمة، بعد السلبية التي تحلت بها الفترة الأولى من حكم أوباما فيما يتعلق بالأزمة الفلسطينية بصورة خاصة، وأزمة المنطقة بصورة عامة.

وستشهد الأيام المقبلة تحركا قويا فيما يتعلق بالأزمة الفلسطينية انطلاقا من اتفاق غزة، إذ لم يعد بإمكان العالم أو المنطقة تحمل المزيد من التخلي عن الدور القيادي للولايات المتحدة من أجل حمل الطرفين المعنيين على استئناف مفاوضاتهما، وإن الحجج التي كانت تساق، كان هدفها إبقاء الملف معلقا.

عادت واشنطن إلى الملف الفلسطيني بقوة، فهل سيفي أوباما بالوعود التي قطعها في مصر وتركيا خلال رئاسته الأولى، وهل تشهد رئاسته الثانية حل الدولتين؟.