على صفحة رئيسية واحدة بالأمس، تجتمع قصتا سائحين سعوديين اثنين في بلدين عربيين. كلاهما في محاضر الشرطة وهما يتعرضان إما للابتزاز أو لسوء المعاملة. وقبلهما كنا نعيش ذات القصص المتكررة لأبناء جواز سفرنا الأخضر في بلد عربي ثالث، وفي البلد الشقيق الرابع تضج الشكوى وهذه المرة من الضيق ببعض الممارسات التي ربما سأتحدث عنها فيما بعد. سؤالي: ما الذي يدفعني إلى المغامرة بنفسي أو بعائلتي والذهاب إلى المربع (ص) أو (س) وقد رأيت الماء يراق على لحى إخواني من قبل؟ والجواب يكمن في الحواجز الاجتماعية والنفسية ما بين الضيف والمستقبل. ودائماً ما يكون الشاذ، للأسف الشديد، هو الصورة النمطية السيئة عن المجموع. النقطة السوداء في كامل الورقة البيضاء هي أول ما بلغت النظر. نحن ضحايا بالآلاف لتصرفات فرد هنا أو هناك يخرج عن الذوق العام. أمامي، وبسماع أذني يتباهى (أخونا) بزواجه لما يقرب من العشرين مرة من ذلك البلد. هو بنفسه لا يعرف العدد بالضبط. بذات الأذنين، يسرد لي صاحبي الآخر، قصة رفيقه الذي كان يختار ضحيته من الزوجات في استعراض (جماعي) لقاصرات دون سن الثامنة عشرة في البلد الشقيق الآخر. من هو الذي اخترع مصطلحات – المسفار والمصياف – إلا نحن، واسمحوا لي: إذا لم نكن من الجرأة أن ننتقد سلوكنا بأنفسنا وأن نفضح بعض ممارساتنا فإن هذا السلوك وهذه الممارسات ستصبح، أو قد غدت بالفعل، صورة نمطية.

هل ستقبلون أنتم، أياً كان، أن يختار من بنات الرياض أو أبها درزنين من الضحايا في غاراته المسفارية المتعددة؟ هل يتخيل أيّ منكم ابنته في صالة – اختيار – بين قريناتها وكأننا في حراج لمزايين الغنم؟ هل يمكن أن تكون هذه القصص المثبتة المؤكدة – حلالاً – يتأبط فيها هؤلاء الشواذ هذه الممارسات بفتوى مشرعة؟

أنا واثق تماماً أن تسعة أعشارنا بريء مؤدب وملتزم وهو يذرع كل مدن الأرض. نحن كلنا ضحايا لهذا العشر المتبقي ولكن: دون بنت شفة.