يستقبل متحف جفيرنيه للفن الانطباعي موسمه الصيفي باحتضان معرض كبير للفنان الفوتوغرافي، برنار بلوسو يحمل عنوان "مونيه إن تايم" أو بحسب بعض الترجمات "حميمية مونيه"، والذي سيستمر منذ الآن وحتى نهاية شهر أكتوبر المقبل.
وقد علق بعض النقاد على اسم المعرض بأنه مضلل، حيث سيتوقع الزائر أن يرى صورا عائلية لمونيه أو شخصية له وهو يرسم لوحاته أو في أوقات فراغه، وأن الاسم المناسب لهذا المعرض هو "زيارة حميمة".
وبعيدا عن رأي النقاد يرى القائمون على تنظيمه أن أهمية المعرض تأتي من كونه يضم ما يقرب من ستين صورة التقطت خلال زيارتين لبرنار منطقة جفيرنيه الفرنسية خلال شتاء عام 2010 وربيع عام 2011، حيث يقع في هذه المنطقة منزل وحديقة الفنان التشكيلي الشهير كلود مونيه، وتستعرض الصور في أوقات مختلفة بيت مونيه وحدائقه التي استلهم منها غالبية لوحاته، حيث تستعرض الصور الفوتوغرافية نفس الأماكن في الصباح الباكر وفي وقت الغروب وأثناء الضباب وهكذا.
ولكن الحقيقة أن أهمية المعرض تنبع من كونه يجمع بين اثنين من المشاهير كل في عالمه، إضافة إلى خصوصية المكان نفسه. فبرنار بلوسو هو واحد من أشهر الفنانين الفوتوغرافيين الفرنسيين المعاصرين، الذين اشتهروا بأعمالهم الفنية التي تتمحور حول الرحلات، فنرى له أعمالا حول النيجر وهنود المايا في كاليفورنيا والمكسيك ونابولي وغيرهم، وقد احتفت أهم وأكبر المتاحف الفرنسية بأعماله منذ عام 1988 وحتى الآن.
وعن معرض مونيه يقول: إن فكرة المعرض قد جاءت بالاتفاق المسبق مع إدارة متحف جيفرنيه، لما يوجد من تأثير غير عادي للضوء وتغير الفصول على المشهد في هذا المكان على وجه التحديد.
أما كلود مونيه (1842 ـ 1926) فهو رائد المدرسة الانطباعية (التي تضع فعل الرؤية البسيط فوق الخيال)، لأنه كان أول من استخدم هذا الأسلوب في الرسم، في لوحة أنجزها عام 1872 وأطلق عليها "انطباع شمس مشرقة".
ويعد منزله متحفا في حد ذاته، حيث إن غالبية لوحاته قد رسمها من وحي هذا المكان الذي كان يزرع فيه المزيد من الزهور لرسمها، وقد تبرع ابنه بالمكان كاملا لأكاديمية الفنون الجميلة في عام 1966 وتم فتح أبواب المكان للزوار في عام 1980.