بعد توقف 20 شهرا، تنطلق طائرة الرئاسة المصرية اليوم إلى جدة لتخطف الأضواء من جديد مع انطلاق أول رحلة خارجية يقوم بها الرئيس المصري محمد مرسي. وتوقفت الطائرة عن العمل تماما منذ ثورة 25 يناير 2011، وتحديدا منذ زيارة مبارك إلى الدوحة في 24 نوفمبر 2010، وطوال تلك الفترة لم يسمح لطائرة الرئاسة سوى إجراء بعض الرحلات التجريبية للطيران في إطار خطة تضمن سلامتها.

عودة الروح إلى طائرة الرئاسة وراءها تاريخ طويل بدأ منذ استخدام زعماء مصر ورؤسائها للطائرات في تحركاتهم الداخلية والخارجية.

ويقول الكاتب الصحفي عبد الناصر أبو الفضل إن الطائرات الرئاسية تراوحت ما بين طائرات ركاب عادية يتم استئجارها في رحلات خاصة أو طائرات عسكرية أو طائرات "مستير" الصغيرة.

وبعد تولي الرئيس الراحل أنور السادات للحكم أوائل السبعينيات من القرن الماضي حرص على وجود طائرة رئاسة خاصة، وبالفعل تم شراء طائرة رئاسية من الولايات المتحدة من طراز بوينج "707"، وتولى فريق فني أميركي إعادة تصميمها حيث تم تزويدها بثلاث غرف للرئيس، الأولى للنوم والثانية قاعة اجتماعات والثالثة صالون خاص إلى جانب حمام خاص. وانضمت الطائرة للخدمة في يناير 1975 وبدأ الرئيس السابق في استخدامها منذ ذلك التاريخ في رحلاته.

وينقل أبو الفضل عن عز الدين أبو غنيمة نائب رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط في فترة السادات، قوله إن "الكاتب الراحل موسى صبري كانت له قصة طريفة على متن الطائرة، حيث فوجئنا خلال زيارتنا للسودان وأثناء دخولنا الطائرة من الباب الخلفي بأن موسى أصابه الضيق من قيام لواء جديد في الحرس الجمهوري بتفتيشه، وفوجئنا بعد إقلاعنا من مطار الخرطوم بالكاتب الكبير يخبر الرئيس السادات بأنه عثر على جسم صلب في الطائرة ولا يعلم ما هو، لذلك أمر السادات بهبوط الطائرة اضطراريا في مطار الأقصر وإعادة فحص الطائرة قبل استئناف رحلتها إلى القاهرة".

ويضيف "في أواخر التسعينيات أهدى رئيس الإمارات الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئاسة الجمهورية المصرية طائرة حديثة من طراز "إيرباص 340" وهي من أفخم الطرازات وبدأ الرئيس السابق (حسني مبارك) في استخدامها بينما ترك طائرة السادات التاريخية".

ويعلق الكاتب الصحفي محمد فتحي بأن "مبارك كانت له طائرتان، يطلق البعض على إحداها الطائرة الكبيرة وهي التي يتنقل بها الرئيس في سفراته الرسمية، أما الطائرة الصغيرة فتتنقل بها في الأساس زوجته سوزان مبارك"، مشيرا إلى أن "مبارك كان آخر من يدخل الطائرة وبمجرد دخوله تقلع الطائرة على الفور".

ويضيف فتحي" الطائرة مقسمة إلى ثلاث أجزاء، الجزء الأول موجود في مقدمة الطائرة، وتم تصميمه كجناح فندقي فخم مغلق على الرئيس، أما الجزء الثاني والذي يضم منتصف الطائرة فيحتوي على تدرج أعلى في الوظائف والأهمية، وطريقة مختلفة في الجلوس، حيث نظمت الكراسي في هذا الجزء على صفين فقط على جانبي الطائرة لإتاحة فرصة للمرور في ردهة طويلة بمنتصف الطائرة. ونظمت كراسي هذا الجزء بطريقة الصالونات، حيث الكراسي أكثر فخامة، وأكبر عرضا واتساعا بينما رتبت بطريقة مقعدين في مقابل مقعدين وبينهما منضدة صغيرة، ويجلس في هذا الجزء في المعتاد، وبالتدريج من الخلف للأمام كبير موظفي الرئاسة ورؤساء تحرير الصحف المرافقون لرحلة الرئيس وبعض رؤساء مجالس الإدارات، ثم الوزراء المرافقون ومنهم وزراء المجموعة الاقتصادية نظرا لأن عددا كبيرا من الرحلات غالبا تحتوي على توقيع عدد من اتفاقيات التعاون الاقتصادية بين مصر والدول التي يزورها الرئيس. ثم يجلس رئيس الوزراء في مكان أكثر تقدم، ثم الأقرب فالأقرب وهكذا. ويبدأ الجزء الثالث من مؤخرة الطائرة حيث الكراسي منظمة كأنها في طائرة عادية على طريقة الصفوف الثلاثة. صف مقاعد على الجانب الأيمن، وصف آخر على الجانب الأيسر، وصف في المنتصف. ويدخل أفراد هذا الجزء من المدخل الخلفي للطائرة المزودة بثلاثة مداخل أو مخارج الأول يخص هذا الجزء بجانب الذيل".