وجه المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي الأميركي ، أيليوت أبرامز، نقدا حادا لإدارة الرئيس باراك أوباما بسبب ما وصفه بتخبطها تجاه الشرق الأوسط في مرحلة بالغة الحساسية في تاريخ المنطقة.

وقدم أبرامز أمثلة متعددة على ما اعتبره فشلا متواصلا من الإدارة في صياغة سياسة فعالة في المنطقة بقوله " تشكو وزيرة الخارجية من قيام روسيا والصين بعرقلة أية جهود لإنهاء المذابح في سوريا. ولكن الشكوى لا تشكل سياسة. إن ما لا تقدمه السيدة كلينتون هو أية حلول أو أية مقاربة من شأنها أن تغير سياسة روسيا أو تغير سياسة واشنطن تجاه روسيا لدفعها إلى تغيير موقفها من سوريا أو أية اقتراحات لتغيير الموقف على الأرض في سوريا. إن جهود الإدارة الدبلوماسية التي وقفت خلف كوفي عنان قد فشلت. ولكن الإدارة لم تستبدلها بأي شئ آخر يمكن أن ينجح".

وقال أبرامز إن نمط الفشل ذاته تكرر مع إيران. وأوضح ذلك بقوله "حين فشلت المفاوضات بين إيران والمجموعة الدولية في إحراز أي تقدم لم تجد الإدارة ما تقوله سوى الدعوة لمزيد من المفاوضات. إلا أن هذه المقاربة لم تبدل من سلوك إيران في شئ. فعجلات الطرد المركزي لا تزال تدور واختبارات إيران للصواريخ لا تزال تجري ويتعين علينا أن نفترض أيضا أن تصميمات الرؤوس المتفجرة لا تزال تمضي في مسارها المعتاد".

وانتقل أبرامز إلى القضية الفلسطينية قائلا " لقد فشلت سياسة الإدارة في هذه الساحة أيضا. لقد ترك جورج ميتشيل الساحة في 2010. ودينيس روس استقال العام الماضي. والاعتقاد بأن تجميد المستوطنات بواسطة إسرائيل هو الصيغة السحرية فقد مصداقيته. والآن ما هي سياسة الولايات المتحدة البديلة؟. هل تقدمنا إلى أبعد من عبارة وزير الدفاع ليون بنيتا في ديسمبر الماضي بأن على الأطراف المعنية أن تذهب إلى مائدة التفاوض كما لو أن هناك أشياءً سحرية يمكن أن تحدث من تلقاء نفسها فوق تلك المائدة؟".

وأعاد أبرامز إلى الأذهان نداء كلينتون إلى المشاركين في مؤتمر أصدقاء سوريا الذي عقد مؤخرا في باريس حين طالبت الأعضاء بأن يحثوا روسيا والصين على دعم التطلعات المشروعة للشعب السوري. وعقب المسؤول السابق على ذلك بقوله " تقول السيدة كلينتون إن الموقف في سوريا لم يعد يحتمل. ولكن يبدو أنه ليس أمامنا ما نفعل إلا أن نسأل الآخرين وهم دول أصغر وأضعف أن تتوسل إلى روسيا والصين بأن يكونا عطوفين. ومع هذا النمط من القيادة وهذا الامتناع عن الاعتراف بإفلاس السياسات الراهنة للإدارة في الشرق الأوسط فإن بوسعنا أن نتوقع صيفا كئيبا حقا".