"قطع الأمير قول كل مسؤول".. وقال ما يردده الصحفيون أمام الإدارات الحكومية. وكان محامي المواطنين أمام المسؤولين.. حين تحدث بلسان حالهم.. وانتقد حالة بعض المسؤولين الذين لا يعرفون الميدان، ولا يريدون سوى ترديد كلمة "كله تمام"..!
رغم قلة تصريحاته الصحفية، إلا أنه قال في لقاء أول من أمس، ما كان أقوى "منشيت" في أغلب الصحف المحلية، وتفاصيل التغطيات الصحفية، تشير إلى أن تصريحاته كانت ردة فعل كسرت كل البروتوكولات الاحتفالية والخطابية..!
أمير منطقة القصيم الأمير فيصل بن بندر، هاجم المسؤول وانتصر للإعلام.. انتقد الخدمات، ووقف بجانب المواطن، وقال: "مع يقيني وعلمي أن الصحافة ووسائل الإعلام ترصد وتسجل، إلا أنني أقول وبلا تحرج أو مواربة، إن زمن المكاشفة في الغرف والمكاتب المغلقة قد ولى، وجاء عهد المحاسبة على القصور والإهمال".
الأمير لم يقل ذلك من فراغ.. ولم ينتقد شيئا خفيا.. وهذه أقوى رسالة إلى المسؤولين الذين يعدون التقارير لعرضها على أمراء المناطق؛ للإشادة بأعمالهم وجهود إداراتهم متجنبين القصور والنواقص في الخدمات المقدمة للمواطن..!
قال الأمير فيصل كما يقول الإعلاميون: 'لماذا لا يتابع كل مسؤول الأعمال التي يحيلها لأقسام إدارته، وينزل للميدان ويشاهد ماذا تم؟''..!
واستبق الكوارث والفواجع محذرا.. من أن الكثير من الجهات الحكومية تنتظر حدوث كارثة، يروح ضحيتها المواطن حتى تفطن إلى أن هناك تقصيرا وخللا منها، مؤكدا أن هذا ما لن نسمح به. زوار منطقة القصيم ـ وأنا منهم ـ يلحظون التغير والتطور الكبيرين في مدن ومحافظات المنطقة، ويدركون أن بريدة وأخواتها يسابقن زمن التطور، مع ذلك نجد أن المسؤول الكبير لم يرض بذلك، ويريد المزيد والمزيد من التطور.. وهذا بالضبط ما يطمح له المواطن إلا أنه لا يمتلك السلطة ولا الصوت.. فكان الأمير صوته وسلطته بتهديده ووعيده للإدارات الحكومية ومنفذي المشاريع.
بدأت الجسور تشق بريدة من أطرافها إلى أطرافها، بينما لا تزال اللجان تجتمع وتجتمع لدراسة توسعة شارع رئيس بحائل كانت التوجيهات قد صدرت بتوسيعه قبل 5 سنوات.
تحية إجلال للمسؤول الواعي المدرك لما تحت يده، الذي لم تحجبه الكراسي والمكاتب الفارهة عن حاجة المواطن ووضع الخدمات.
(بين قوسين)
هذه المرة الأولى التي أتمنى فيها استخدام الصورة في هذه الزاوية.. ولو كان مسموحا لاستخدمت صورة التقطها الزميل "بندر الجلعود" ونشرت في الزميلة "الاقتصادية" أمس لأمير القصيم أثناء حديثه للمسؤولين.. لتكفيني عن كل ما قلته أعلاه.