درس غزة لا يمكن أن يقف عند الإعلان عن الهدنة، أوعدمها، فسياسة الحزم التي انتهجتها حماس، في التصدي للعدوان، والرد على مصادر النيران بمثلها، والتي دفعت الإسرائيليين إلى الملاجئ، وصراخهم الذي كان مسموعا عبر القنوات التلفزيونية الإسرائيلية والعالمية، كان كافيا لإيصال الرسالة.

درس غزة يجب أن يترجم فلسطينيا، بانتفاء الخلافات التي ضربت الجسد الفلسطيني، وما زالت، والتي دفعت بالقضية الفلسطينية سنوات إلى الوراء، حتى بتنا نشك بتواطؤ القيادة مع الاحتلال لتبقى حيث هي، دون أن تستطيع التقدم على أي مسار من مسارات التسوية.

حتى اليوم، لا يمكن الركون إلى ما تم. فالاتفاقيات والهدنات التي وقعها الاحتلال، تتحول عندما يشاء العدو إلى حبر على ورق، لتعود الطائرات إلى الأجواء، والدبابات إلى محاصرة المدن، والتهديد بالقصف.

هذه هي إسرائيل. عندما تنحشر توقع اتفاقا، وعندما تستريح تمحو توقيعها. ولكنها هذه المرة مضطرة ولو موقتا، لأن الراعي الأميركي ـ قبل المصري ـ بحاجة ماسة إليه.

وقبل هذا وذاك، على حماس، أن تراعي التضامن العربي والإسلامي معها، والذي تجلى بالوفد الوزاري الذي زار غزة، واطلع على معاناة السكان هناك، وعبر التظاهرات التي ملأت العالم الإسلامي، وأن تتصرف كفصيل مسؤول، وليس كتنظيم يسعى إلى مكاسب آنية.

كما أنه على الفلسطينيين جميعا ـ في قطاع غزة وفي الضفة الغربية ـ مسؤولية مزدوجة تجاه العالم وتجاه أنفسهم، تترجم مصالحه قبل كل شيء، حتى لا يضيع الدم الفلسطيني سدى.