رسم صيف العام الجاري ملامح مهمة في طبيعة التكوين السياحي والتحديات الراهنة في جذب السكان المحليين والمصطافين في عموم أرجاء المملكة، إلا أن الفعاليات الصيفية التي انتشرت في المناطق التي قامت عليها الإدارات المختصة من الغرف التجارية وأمانات المدن التي لم تخرج عن طابع "التقليدية" والنسخ واللصق لبرامج المواسم الماضية من حيث الأجندة الترفيهية والسياحية السابقة،التي لم تسطتع كما وصفتها مواقع الكترونية محلية تلبية "احتياجات جميع الفئات السنية".
إلا أن الشركة النفطية "آرامكو السعودية" التي أممت في عام 1988،استطاعت من خلال برامجها الثقافية الصيفية في ثلاث مدن رئيسية هي "جدة،الرياض،الظهران"، أن تصنع تميزاً مختلفاً في ملمح "فعاليات الصيف"،درج هذا الاهتمام الذي رسمته "الصحافةالمحلية"، وموقعي "شبكتي التواصل الاجتماعية الفيسبوك وتويتر"، التي يمكن وضعها في خانة "التصويت الجماهيري" الذين اعتبروا فعاليات آرامكو فعالياتها "مبتكرة، ونوعية فكما تفوقت في المجال البترولي ومشتقاته، ابتكرت أيضاً في الترفيه".
فحر الصيف الذي دفع بعض مسؤولي المهرجانات السياحية للاعتماد بشكل رئيسي في تسيير الفعاليات على "المولات التجارية" و"المنتجعات السياحية" في العموم، كان مخططي مهرجانات أرامكو في تحدي آخر في "صيف 33" هو التنازل بعد سنوات ليست بالقصيرة عن فكرة الاعتماد على "المولات" التي ظلت مناطق جذب سياحي مهم.
إلا أن ما حصل دفع المسؤلين عن فعاليات "آرامكو" إلى التفكير في نقل مهرجانها للعام الجاري إلى محيط مراكز الشركة السعودية الترفيهية، وهو ما مثل تحدياً وفقاً للمسؤولين الإعلاميين في جذب المصطافين والسكان المحليين لفعالياتها المختلفة.
في محيط المدينة الساحلية جدة "كشاهد عيان" كانت الشوراع الرئيسية المؤدية إلى فعاليات آرامكو تكتظ بصف طويل من السيارات التي وجد أصحابها مع عوائلهم أجندة التنوع لكل أفراد الأسرة.
المشرف العام على برنامج آرامكو السعودية الصيفي في جدة مروان عبد ربه، قال إنها "معادلة" نجاح فعالياتهم، من حيث التركيز في اختيار عناصر مهرجانهم على "الطفل" عبر ثلاث ركائز رئيسية "التثقيف،التوعية،الترفيه"، مشيرا في حديثه إلى "الوطن" أنهم استطاعوا تحقيق تلك المعادلة الصعبة، من خلال الإقبال الكبير من الأطفال وبكائهم في عدم الخروج من الفعاليات الترفيهية والتتقيفية، بالإضافة إلى حسن التنظيم والإعداد المتكامل".
حراك آخر يدخل في خط تميز أرامكو عن المهرجانات التسويقية الترفيهية، حين استخدم عبدربه عبارة "فعالياتنا توعوية تثقيفية كمسوؤلية اجتماعية دون مقابل مادي، أما الفعاليات التسويقية قائمة على تنشيط الحركة التجارية في الأساس، وهي عملية تكامل تخدم إطارات المجتمع المحلي".
وفي سؤال وجهته "الوطن" لمشرف العام على برنامج آرامكو السعودية الصيفي بجدة عن سبب عدم انضمامهم لفعاليات "جدة غير 33"، أجاب "أهدافنا تختلف عن أهدافهم".
وتستعد أرامكو جدة للاحتفال يوم الأحد المقبل للاحتفال بالزائر رقم "400 ألف"، إذ تجاوز عدد الزائرين حتى أمس 350 ألف زائر.