فتح اعتقال عدد من مثيري الفتنة في العوامية وعلى رأسهم المحرض نمر باقر النمر، ملف العلاقة بين الحرس الثوري الإيراني وأتباعه المفترضين الذين يحاول تجنيدهم في السعودية، حيث تتشابه التحركات التي قام بها العناصر المخربة في أحداث العوامية والشويكة منذ أكتوبر من عام 2011 الماضي الأسلوب المتبع من قبل كافة العناصر المحسوبة على الإيرانيين، من قطع الطرقات واستخدام الدراجات النارية في إرعاب المارة واستخدام قنابل المولتوف والأسلحة النارية في مهاجمة قوى الأمن وغيرها من الأساليب التي تماثل ما قام به حزب الله اللبناني في بيروت، وفي البحرين.

والقصة بدأت حينما تحرك "الخميني" نحو طهران في الساعة الواحدة من فجر الخميس الأول من شهر فبراير سنة 1979 الساعة الثالثة والنصف فجراً بتوقيت طهران، ومنذ اللحظات الأولى لتولي الخميني لمقاليد الحكم في إيران ومع حماسة الجماهير ونجاحه الكاسح من خلال ثورة شعبية أسقطت نظام الشاه ومن بعده كافة أعداء الثورة في الداخل، توجهت طموحات الخميني إلى الخارج في تحقيق حلم الامبرطورية الفارسية بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال الحكم بالوكالة معتمدا في ذلك على مشروع "تصدير الثورة"، باستغلال الأقليات في المنطقة.

وكانت التجربة الأولى لتحريض بعضا من المغرر بهم شرق السعودية من خلال الدعوة لعمل مظاهرات عشية السادس من شهر محرم 1400 الموافق 25 نوفمبر 1979، وخلال إحياء ذكرى عاشوراء بشكل علني ورفع شعارات مؤيدة لإيران وللخميني، فخرج البعض , وساهم في التحريض خاصة من "حركة الرساليين الطلائع" في الحسينيات لتأجيج الأوضاع وصولا إلى الاعتداء على رجال الأمن في اليوم الخامس مما تطلب تدخلا عاجلا لوضع حدا لحالة الفوضى آن ذاك.

منظمة الثورة

كان الهدف المعلن لمنظمة الثورة الإسلامية هو تصدير الثورة الإيرانية للجزيرة العربية في العام 1980، (تحول اسمها فيما بعد إلى منظّمة الثورة الإسلامية في الجزيرة العربية) , ولعبت هذه المنظمة دورا هاما في إرسال بعضا من المغرر بهم من شباب القطيف إلى إيران بهدف الحصول على "العلم الشرعي الجعفري" لتعزيز الولاء للإمام الغائب ووكيله المرشد الأعلى وللمرجعيات، وهو ما يعود أيضا على مستوى الدعم المادي من خلال التزام مزيد من شباب العالم بدفع الخمس، إضافة إلى تدريبهم على العمل العسكري والأمني لتكون نواة داخل السعودية للخلايا العاملة لقوات الحرس الثوري الإيراني (باسدران انقلاب إسلامي) الذي كان قد بدأ يتشكل آنذاك بأمر من الخميني نفسه (القائد العام لكافة القوات المسلحة الإيرانية بما فيها الحرس الثوري) ليكون القوة المؤثرة سياسيا وعسكريا وامنيا واجتماعيا في إيران خلال السنوات اللاحقة رغم انه كان جبهة عاملة فقد وفر الحرس الثوري أسبقية المشاركة في النظام لفئة من غير رجال الدين، هم الموالون الأشداء للخميني، الذين خاض أكثرهم المعارك في المدن الرئيسية ضد نظام الشاه.

وتولى قيادة هذه القوة في البداية "جواد منصوري" الذي كان من قادة احد الأحزاب الإسلامية المعارضة للشاه (أصبح فيما بعد سفيرا لإيران في الصين) ثم جرى استبداله بـ "عباس آقا زماني" المشهور باسم " أبو شريف" الذي كان احد أعضاء مجموعة "مصطفى شمران" وهو من المعارضين الإيرانيين المقيمين في لبنان وقد ساهم في تأسيس حركة "أمل"، ولكنه انتقل في مرحلة لاحقة إلى وزارة الخارجية حيث عين قائما بأعمال السفارة الإيرانية في باكستان، ومن ثم أرسل إلى لبنان للإشراف على تأسيس "حزب الله" والى الآن مازال باقيا هناك ينظم العمل الأمني والعسكري لهذا الحزب. وكان القادة الأوائل للحرس الثوري من أمثال عباس زماني المعروف باسمه الحركي أبو شريف من المناضلين ضد الشاه في المدن، وتلقوا تدريباتهم مثل معظم القادة الأوائل للحرس لدى منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، واجتذبت النواة الأولى للحرس بعد ذلك عناصر جديدة من المليشيات الخاصة، التي ألفها كثير من رجال الدين الثوريين من عداد جماهير المصلين في مساجدهم، وبعد زهاء عام من تشكيل الحرس رسمياً، تولى عباس زماني إدارة ومسئولية تعبئة حركة المستضعفين "باسيج مستضعفين"، التي كانت تتألف في الغالب من المتطوعين الصغار في السن.

جيش القدس

يعود تاريخ تأسيس هذه القوة الأولى إلى عام 1981 حيث قام حرس الثورة الإيراني آنذاك بتأسيس وحدة تسمى (وحدة الحركات التحررية) والغرض منها التأثير على القوى المسلمة وغير المسلمة لبلدان المنطقة، وقد استهدف هذا الجيش تأسيس عدة تنظيمات تتولى تعليم وتدريب وتجنيد واستغلال بعض الشباب المتحمسين، وحددت أهداف المنظمة فيما يتعلق بالسعودية حماية الثورة الإيرانية في إيران وعناصرها ومصالحها في المملكة وتمهيد تصديرها للعالم الإسلامي، إذ أخذت على نفسها واجب تحقيق أهدافها من خلال العنف والعمل السري. وتميز مختلف التنظيمات التابعة لإيران في المنطقة بأن قياداتها كانت في إيران في قم أو طهران في الغالب وقياداتها الدينية في دمشق أو إيران والأجنحة السياسية لها في واشنطن ولندن، وكان لها أجنحة إعلامية منها نشرة "الثورة الإسلامية"، و"مجلة الجزيرة العربية"، فيما تولت "دار الصفا" إصدار التقارير والمعلومات لإرسالها للمنظمات الغربية، ومن ثم تم تأسيس اللجنة الدولية لحقوق الإنسان في الخليج والجزيرة العربية، التي أصدرت مجلة "Arabia monitor".

استخدام المتفجرات

استمرت إيران في محاولة تشكيل خلايا عمل تسعى إلى الاستعداد لتنفيذ مهام من خلال التدريب على استخدام المتفجرات في مقر السفارة الإيرانية في جاكرتا وغيرها من الدول للتمويه عن التدريب في طهران، وتتركز اهتمامات جيش القدس حاليا على زعزعة الأمن والاستقرار في السعودية من خلال عناصر من الشباب المغرر بهم والذين تم تدريبهم على استخدام الأسلحة الخفيفة وقنابل المولتوف، وهو ما فشلت في تحقيقه بعد أن تصدى الأمن السعودي لكل المحاولات وعمل على إحباط العديد من الخطط والمؤامرات.

القوة السعودية

ونجح الأمن السعودي في التصدي لكل محاولات زعزعة الأمن من خلال بعض التصرفات الصبيانية التي تهدف إلى إشعال الفتنة, وقدم درسا في المحافظة على الأرواح والمكتسبات, بالضرب بيد من حديد على كل من يحاول مس أمن الوطن أو إثارة التعصب بأي طريقة كانت, إذ ألقى القبض على العديد من المتورطين في إثارة الفتنة, وتعامل بشفافية في كل المواجهات التي خاضها, وتعامل بحزم للتصدي لكل الأعمال التي يحاول بعض ضعاف النفوس اللجوء إليها .

موقف وطني

سجل العديد من أهالي القطيف موقفا وطنيا بتلاحمهم مع القيادة في التصدي لكل أعمال العنف التي يحاول المغرر بهم استخدامها , إذ اسهموا في تقديم البلاغات والتعاون مع رجال الأمن ضد كل من يشتبه به, إلى جانب المبادرة في التعاون بالإدلاء بكل المعلومات التي تؤدي للقضاء على الفتنة, وتسليم كل من يثبت تورطه في ممارس العنف .




النمر.. تجاوز للقيم


كشفت معلومات أن نمر النمر في منتصف العقد الخامس من عمره، درس العلوم الدينية في إيران عندما كان في العشرينات. وأمضى فيها عدة سنوات، وعند عودته قبل قرابة عقدين من الزمن، بدأ بنشر بعض الأفكار التي عارضه فيها الكثير من أبناء محافظة القطيف.

وخلال الفترة الأخيرة، بدأت أفكاره في أخذ منحى خطير، تجاوز فيه على كل قيم المواطنة الصالحة حتى بات أمر اعتقاله مطلب أهالي القطيف قبل غيرهم، نظرا لما تسببه أفكاره من مشكلات اجتماعية وأمنية قد يتأثر بها صغار السن، لاسيما بعد انتشار مقاطع كثيرة له على موقع "اليوتيوب" أثارت جدلا كبيرا في الأوساط السعودية، لما تحمله من أفكار اعتبرها الغالبية شاذة وأنها لقيت قبولا محدودا جداً في بلدة العوامية وبعض بلدات محافظة القطيف من بعض صغار السن نظرا لغرابتها. فيما كان عدد من رجال الدين من الطائفة الشيعية أكثر المنتقدين لتوجه النمر، الذي وصف في أغلب تصريحاتهم بأنه متشدد.







مقتل شخصين وإصابة آخرين بطلقات مجهولة في القطيف


الدمام: منصور الخميس

أصيب اثنان من مثيري الشغب في القطيف بطلقات نارية من مصادر مجهولة، فتوفيا بعد نقلهما لإحدى المستشفيات بالمحافظة، فيما أصيب اثنان يخضعان حاليا للملاحظة الطبية، وأكدت شرطة المنطقة الشرقية في بيان لها أمس أنها تلقت بلاغا من مركز الزهراء الطبي بمحافظة القطيف، يفيد بوصول شخصين متوفيين، وآخرين مصابين بإصابات طفيفة مساء أول من أمس، وتم نقلهم بواسطة ذويهم إلى المركز الطبي, فيما باشرت الجهة المختصة بالشرطة التحقيق للتعرف على الجناة والدوافع، وباستثناء بلدة العوامية عاشت بلدات وقرى محافظة القطيف ليلة هادئة خلت أغلبها من تواجد الدوريات الأمنية، ووصف عدد من الأهالي الدوريات في مدخل بلدة العوامية والقطيف والحواجز المنتشرة بالهامة في مثل هذه الظروف لحفظ الأمن، تحسبا لممارسات بعض المخربين، التي قد تؤثر على أهالي المحافظة. من جانبه وجه رجل الدين الشيعي الشيخ عبدالله الخنيزي كلمة مقتضبة لأهالي محافظة القطيف تداولتها مواقع الإنترنت، مطالبا الجميع بالتحلي بالهدوء، ومحذرا من الفتنة التي حذر منها الله سبحانه وتعالى في قوله (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً)، وأضاف الخنيزي أن المرحلة المتوترة والعصيبة التي تمر بها القطيف تحتم علينا جميعا العمل بكل ما نستطيع لصيانة المجتمع من أي تدهور أمني - لا سمح الله - حفاظا على الأنفس والحرمات، لأن تلك الحالة سوف تؤثر على الساحة كلها، وناشد في نهاية كلمته الجميع بضبط النفس، والعمل على عبور هذه المرحلةـ التي وصفها بـ" الحرجة والخطيرة"ـ بسلام.