أعلن رئيس لجنة التحقيق الفلسطينية في ملابسات وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات، اللواء توفيق الطيراوي أن اللجنة متأكدة من وجود أيد فلسطينية ساهمت في التخلص من عرفات. وأضاف "أيا كانت الأيدي، ومهما كان الشخص الذي ساعد في تلك الجريمة فإنه سيخضع لأقسى العقوبات وسيكون مصيره الموت". وذكر الطيراوي أن اللجنة تواصل عملها بشكل مكثف رغم ما تواجه من مصاعب تتعلق بضعف الإمكانيات والأدوات المتاحة لها.

وكانت السلطة الوطنية قد أكدت شروعها في خطوات استكمال التحقيقات في الملف بعد ظهور أدلة جديدة تشير لموته مسموماً. وقال المستشار السياسي للرئيس محمود عباس إن الأخير أمر بتوجيه خطاب رسمي إلى معهد "رادييشينفيزيكس" السويسري لإيفاد طاقم علماء وخبراء منه إلى رام الله تمهيداً لأخذ عينة من رفات عرفات. وقال نمر حماد إن القيادة قررت متابعة أي مؤشرات قد تنتج عن التحقيقات الجارية والبناء عليها وعلى ما حققته لجنة التحقيق الفلسطينية. من جهته قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات للإذاعة الرسمية إن جامعة الدول العربية تتابع هذا الأمر مع السلطة والأطراف الدولية المعنية. مشيراً إلى الرغبة في تشكيل لجنة تحقيق دولية على غرار تلك التي تشكلت في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في عام 2005. من جهة أخرى كشفت مصادر صحفية عبرية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعرب عن استعداداه لإطلاق سراح 25 أسيراً فلسطينيا مدانين بقتل إسرائيليين، ثم الإفراج عن 100 آخرين بحلول نهاية العام. ونقلت عن مصادر محلية وغربية أن نتنياهو أعرب عن استعداده للإفراج عن هؤلاء الأسرى. وأكدت المصادر أن كبير المفاوضين الإسرائيليين إسحاق مولخو التقى عريقات في القدس المحتلة الأسبوع الماضي لعدة ساعات وتحدثا هاتفيا عدة مرات. وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية إن الجانب الفلسطيني وضع شرطين لعقد لقاء بين نتنياهو وعباس؛ الأول هو الإفراج عن 123 أسيراً مسجونين في تل أبيب قبل اتفاقية أوسلو ومعظمهم أعضاء في حركة فتح وقضوا فترات بالسجن تتراوح بين 25 و35 عاماً بعد إدانتهم بالتورط في "هجمات إرهابية" أودت بحياة إسرائيليين. والشرط الثاني هو توفير أسلحة جديدة لقوات الأمن التابعة للسلطة في الضفة الغربية. وتردد أن مولخو أبلغ عريقات أن إسرائيل لن تقدم هذه البوادر قبل اللقاء، إلا أنها ستوافق على إعلان ذلك بعد اللقاء أو ربما خلاله.