لم يتوقف الشباب السعودي عن التفنن في ابتكار طرق التعبير عن النفس، فبمجرد مرورك على شارع التحلية بالرياض تلحظ إشكالا وأنواعا من التقليعات الغريبة لشباب في مرحلة عمرية متقاربة في الغالب يجوبون الشارع جيئة وذهابا بهدف "لفت انتباه المارة" لدرجة يمكن معها القول إنك إذا كنت في مدينة الرياض وأردت أن ترى "قصات الشعر الغريبة والملابس غير المألوفة والسيارات المعدلة والاستعراض الخطر بالدراجات النارية وجلب الحيوانات المفترسة" فما عليك إلا الذهاب إلى "التحلية" لترى بعينيك كل تلك المناظر رغم الرفض المبطن الذي تجده تلك التقليعات من المجتمع بصفة عامة.

"الوطن" تجولت في شارع التحلية بالرياض ووقفت عن قرب على هؤلاء الشباب وأخذت آراءهم حول هذه التقليعات ومدى علمهم بنظرة المجتمع لهم خصوصا أولئك الذين يستهوون تلك الممارسات التي لا تندرج ضمن العادات المتفق عليها في أوساط المجتمع، حيث رأى "سعود البكر" أن هذه الممارسات هي هواية كغيرها من الهوايات التي تستهوي الشباب، وقال نعاني بعض الأوقات من نظرة المجتمع خصوصا "المحتسبين" لافتا إلى أن هذه التقليعات كما يسميها البعض ليست سوى تمضية فراغ وتغيير للروتين اليومي ولا علاقة لها بالسلوك والتربية والأخلاق، وأضاف أنا مقتنع بما أفعل ولا علاقة لأحد بتصرفاتي الشخصية وهذه الملابس أو القصات الغريبة كما يقول البعض لا تستخدم من أجل التميز أو للفت انتباه الفتيات ورغم ذلك نجد أن المجتمع يراها غريبة واقنع نفسه بذلك.

واتفق معه صديقه خالد الرشيد وزاد: لكل شخص هواية يحبها ويفضلها لكن هناك بعض الهوايات تشكل خطرا على النفس وعلى الآخرين مثل "التفحيط" فمثل هذه يمكن محاربتها لكن للأسف هناك بعض الأشخاص في مجتمعنا تفكيرهم محدود لدرجة أن كل شيء غير مقتنعين به هو شاذ بنظرهم، مشيرا إلى أن بعض الممارسات والعادات والتقليعات التي يقومون بها هي فقط لتمضية وقت الفراغ الطويل ولا علاقة لها بالهداية أو عدم مراقبة الأبوين لتصرفات أبنائهم.

واستطرد للأسف هناك بعض الشباب يستغلون هذه التقليعات من أجل رغباتهم الشخصية كلفت انتباه البنات وغيرها من الممارسات التي تسيء لنا نحن وتغير نظرة المجتمع نحونا الأمر الذي يدفع بعض أفراد المجتمع خاصة الملتزمين منهم للنظر إلينا وكأننا مجرمون، وتمنى الرشيد أن تقدم النصيحة لهم بالحسنى وليس بالإجبار والقوة لأن التصرفات والتي أسماها بـ"الهمجية" لا تقنع حتى وإن كان الشباب على خطأ، مؤكدا عدم قناعته بلبس الملابس غير المحتشمة كـ"طيحني" مطالبا الشباب باختيار ما يناسب مظهرهم.

وأشار الرشيد إلى أن قرار أمير منطقة الرياض الأمير سطام بن عبدالعزيز بالسماح بدخول الشباب إلى الأسواق زرع الثقة في نفوسهم وبالتالي فإنهم مطالبون بتحمل مسؤولية هذه الثقة التي ستجعلهم يخرجون من الضغوط التي كانوا يحسون بها سابقا وهو مؤشر ناجح.

وعبر عدد من الشباب الذي التقتهم "الوطن" عن استيائهم من نظرة بعض الناس إليهم مؤكدين أن الأخلاق والتربية ليست بالملابس أو الشكل بل بالأفعال كما أن المظاهر ليست وسيلة كافية لاكتشاف حقيقة الشخص إن كان صالحا أو طالحا.