لم تتوقع السائحة إبتسام القحطاني "من القصيم"، أن تجد نفسها وسط سياحة الثقافة والتراث إلا بعد وصولها إلى قرية رجال التراثية، ولأول مرة بعيدًا عن صخب التسوق وزحام العربات، حيث قالت إنها تشعر بالراحة في هذه القرية خاصة وأنها ابتعدت من صخب الأسواق والملاهي، التي تملأ المتنزهات وجميع الأماكن التي يرى السائح أنها ستريحه من عناء الصيف. وأكدت أن هذه القرية مكان مناسب لسياحة الثقافة والتراث بعيدًا عن صخب المتنزهات سواء في المنطقة الشرقية أو عسير، مطالبة بإيجاد برنامج ثقافي تراثي يحتوي على أمسيات شعرية، وقصصية، وموروث شعبي. وأشارت إلى أنه لفت نظرها ارتفاع الحصون في القرية والممرات تحت الأرض والتي تسمى الأنفاق.
وشاركها في الرأي السائح تركي بن عبد الله من الخبر، حيث قال: هذه أول زيارة لهذه القرية، ولم أكن أتوقع أن تكون هذه القرية بهذا العمق في سياحة التراث والثقافة، وفي هذه الحصون والممرات الأثرية، لافتاً إلى أنه وقف يتأمل صور الحصون ولوحات النقش التي كانت تزين قصر الاستقبال في القرية، مؤكداً أنه اقتنى لوحة للنقش العسيري ليقدمها هدية لجدته التي كانت تعمل في هذا الفن.
وأكد أنه شعر بحالة خوف أثناء مروره مع زوجته عن طريق الأنفاق القديمة في القرية، وهو يرى أنها بحاجة إلى قواعد السلامة خاصة وأن السياح في تزايد كبير على هذه القرية.
أما السائح الشاب عبد الرحمن الهويمل وزميله عبدالرحمن المشيطي "من القصيم"، فلفت نظرهما الاخضرار وكذلك الانحدار الشديد من السودة وحتى القرية حيث تغيرت الأجواء بسرعة. وطالبا بسرعة تطوير القرية، وأكدا أنهما استمتعا بأجواء هذه القرية التي تنام في أحضان تهامة بألمع وخاصة في فصل الصيف.
أما السائح عيسى اليامي من نجران فقال: جئت إلى هذه القرية وكنت في حالة انبهار من الاستقبال الرائع من أهالي القرية ومحافظتهم على تراثهم والموروث، مع العلم أن هذا التراث انتهى في القرى والمدن الأخرى، مؤكداً إعجابه بالأفلام الوثائقية التي يتم عرضها في قصر الاستقبال في قرية رجال ألمع التراثية.
من جانبه، قال رجل الأعمال عبد الرحمن مغاوي إن وسائل السلامة متوفرة في القرية وليس هناك أي خوف من الأنفاق، لكن العائق أمام السياح هو استعجال سائق الحافلة الوحيدة التي تقلهم من محطة "التلفريك" وحتى القرية ثم العودة بهم في زمن لا يتجاوز نصف ساعة فقط، وهذا يؤدي إلى إرباك السائح في القرية، مطالباً بتمديد فترة عمل "التلفريك".