المطالبات المتكررة بوقف إطلاق النار، خلال الأيام القليلة الماضية، كان مصدرها إسرائيل وأنصارها.
فلماذا هذا الحرص على وقف النار، رغم أن الضحايا الفلسطينيين فاقوا بأضعاف ضحايا الإسرائيليين، وأن كمية الدمار التي ألحقتها الطائرات الحربية الإسرائيلية، أكبر بكثير مما أحدثته الصواريخ التي أطلقتها المقاومة باتجاه المدن والمستوطنات الإسرائيلية؟.
لم تكن إسرائيل على دراية بما تكتنزه المقاومة من وسائل ردع، وهي كانت تعتقد، إن عدوان 2009 على غزة قد غرس في نفوس الفلسطينيين الهزيمة، دون أن تدري أن الدروس التي اتخذت من تلك الحرب، كانت كافية لدى المقاومة لتفعل فعلها الإيجابي، رغم أنه بالمفاهيم والقدرات العسكرية، بين الاحتلال وحركات المقاومة، ما يعطي الأولوية لإسرائيل.
أحدثت حرب غزة، صدمة لإسرائيل، كما كانت صدمة لبعض المقربين من حركات المقاومة. فللمرة الأولى تطال صواريخ حماس تل أبيب، ومدينة القدس المحتلة، وما الصراخ الذي كان يطلقه المستوطنون وهم يدخلون الملاجئ، سوى الدليل على أن عهدا جديدا قد بدأ يبصر النور، في العلاقة بين إسرائيل من جهة، وحركات المقاومة من جهة ثانية.
لا بد من التأكيد على أن القبة الحديدية التي كلفت إسرائيل مئات ملايين الدولارات، لن تكون ذات قيمة في ظل توازن القوى الحالي، فالصاروخ اليدوي الذي لا يكلف سوى بضع مئات من الدولارات يلزمه مئات الآلاف من الدولارات للتصدي له، وهو فشل إسرائيلي جديد يضاف إلى مسلسل الفشل الذي أصاب الإدارة العسكرية الإسرائيلية منذ أكثر من عشر سنوات.